اقتصاد دولة الإمارات ينمو بنسبة 4.8% في عام 2025، الأسرع في المنطقة
تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية مرونة وجاذبية في العالم، إذ يحافظ اقتصادها على وتيرة نمو قوية رغم التحديات العالمية.
وخلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وبينما يشهد العالم اضطرابات تجارية وتوترات جيوسياسية ومخاوف من الركود، برزت دولة الإمارات ليس فقط كملاذ آمن للمستثمرين، بل كاقتصاد مزدهر ينمو بثبات. وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن اقتصاد إمارة أبوظبي سينمو بنسبة تقارب 6% خلال عام 2025، وهي من أسرع وتائر النمو في المشهد الاقتصادي العالمي اليوم.
ويُرجع صندوق النقد الدولي هذه القوة إلى عدة عوامل، من بينها زيادة إنتاج النفط مع تخفيف قيود تحالف “أوبك+”، وازدهار القطاع العقاري، حيث ارتفعت قيمة المعاملات العقارية في أبوظبي بأكثر من 40% خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعةً بالطلب القوي والنمو السكاني المتواصل وثقة المستثمرين المتزايدة.
وفي الوقت نفسه، تؤكد مؤشرات الأداء أن استراتيجية التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات تؤتي ثمارها، حيث أصبحت قطاعات مثل السياحة والتمويل والعقارات محركات رئيسية للنمو، مما دفع معدل النمو الاقتصادي للدولة إلى نحو 4.8% في عام 2025، وهو الأعلى على مستوى منطقة الخليج.
وقال جوش غيلبرت، محلل الأسواق لدى إيتورو: “توفّر دولة الإمارات للمستثمرين مزيجًا نادرًا من النمو والاستقرار، فهي سوق يمكن فيها تحقيق عوائد قوية مع مستوى عالٍ من الأمان وسط تقلبات الاقتصاد العالمي. ولا تزال أرباح الشركات قوية، كما يشهد كل من سوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي أداءً متميزًا بالقرب من مستويات قياسية، ما يعكس أساسيات متينة وثقة متزايدة من جانب المستثمرين.”
ويستمر الازدهار في سوق الطروحات الأولية (IPO) في جذب رؤوس الأموال الإقليمية والعالمية، حيث حظيت العديد من الاكتتابات في عام 2025 بإقبال كبير أدى إلى تغطية الاكتتابات عدة مرات. ويعكس هذا الزخم ثقة المستثمرين في مسار النمو الذي تسلكه دولة الإمارات، وفي قوة الشركات المحلية – من مطورين عقاريين ومصارف وشركات طيران – التي تستفيد مباشرة من هذا النشاط الاقتصادي المتسارع.
ومع ارتفاع توزيعات الأرباح، وصلابة المراكز المالية للشركات، واستمرار الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، إضافة إلى التركيبة السكانية الشابة والمتنامية، تبقى دولة الإمارات وجهةً استثمارية مثالية تجمع بين العائد المرتفع والاستقرار الاقتصادي.
وأضاف غيلبرت: “توقعات النمو البالغة 6% لأبوظبي ليست مجرد رقم، بل انعكاس لاقتصاد واثق ومتنوع يواصل التفوق على التوقعات. إن مزيج النمو المرتفع، والتنوع الاقتصادي، والسياسات المستقرة يجعل من دولة الإمارات سوقًا لا يمكن للمستثمرين العالميين تجاهلها.”

