استثمارات التريليون دولار.. السياحة تعيد تشكيل الاقتصاد السعودي

تأتي القفزة الهائلة التي حققها قطاع السياحة السعودي خلال الربع الأول من عام 2025 ضمن رؤية شاملة تتجاوز الحدود إلى أبعاد اقتصادية ودوية أعمق.
وفي الوقت الذي نجت فيه المملكة في تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد عبر رؤية 2030، فإنها في الوقت ذاته تستخدم السياحة كأداة لتعزيز صدراتها وريادتها الإقليمية والدولية، في مشهد يجمع بين التنمية والتأثير الاقتصادي.
تجاوز المعدلات العالمية
في الربع الأول من عام 2025، تصدّرت المملكة قائمة الدول الأسرع نمواً في إيرادات السياحة الدولية، متفوقة على المتوسط العالمي والإقليمي، حيث سجلت نمواً بلغ 102% في أعداد السياح مقارنة بعام 2019، وفقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية، مقابل معدل عالمي لم يتجاوز 3%، بينما وصل المعدل الإقليمي إلى 44%.
والحقيقة أن هذا الإنجاز التاريخي ما كان ليحدث لولا الدعم المباشر من لدن القيادة الرشيدة، التي جعلت قطاع السياحة محفزاً رئيسياً لإعادة تشكيل الاقتصاد الوطني، بفضل التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في المشهد السياحي، بما يعزز من مشاركة الاقتصاد غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي.
اقرا ايضا: وزير السياحة السعودي: التزام السعودية بتحويل قطاعها السياحي إلى قطاعٍ مستدام
مشروعات عملاقة وتحولات اقتصادية
ضمن رؤية 2030، ضخت السعودية استثمارات تتجاوز تريليون دولار في مشروعات ضخمة، تهدف لتحويل البلاد إلى وجهة عالمية للسياحة المستدامة والفاخرة، تشمل هذه المشروعات نيوم، والبحر الأحمر، وذا لاين والقدية وقمم السودة وبوابة الدرعية وغيرها.
ويعد مشروع “ذا لاين” ثورة في الحياة الحضرية، حيث الإنسان في قمة الأولويات لذا جاءت المدينة خالية من الشوارع والسيارات لتحقيق الاستدامة البيئية، حيث يقع المشروع على ارتفاع 500 متر فوق سط البحر ويمتد بطول 17 كم وعرض 200 متر بينما يعتمد بشكل كامل على الطاقة الجديدة والمتجددة.
بوابة الدرعية
أما مشروع بوابة الدرعية، فيمثل تجربة ثقافية وتراثية فريدة من نوعها، حيث يسعى لإظهار روعة التراث السعودي، ودمجه في تجربة سياحية ثقافية مشوقة.
فيما تتواصل عملية بناء مدينة القدية” قرب الرياض، والتي جذبت استثمارات تفوق 8 مليارات دولار، في حين يقدم مشروع قمم السودة تجربة للسياحة البيئية في الجبال، ما يعزز تنوع العرض السياحي.
وتهدف هذه المبادرات وغيرها، إلى استقطاب 100 مليون سائح سنوياً بحلول 2030، من خلال المزج بين التكنولوجيا والهوية الوطنية.
تحالفات سياحية
وفي إطار سعي السعودية لتشجيع السياح الأجانب على زيارة المملكة، تم صياغة رؤية استراتيجية تهدف إلى رفع أعداد السياح الأجانب خاصة من شرق آسيا، حيث أطلقت المملكة سلسلة من المبادرات تهدف إلى زيادة عدد السياح الصينيين من 100 ألف في 2023 إلى 5 ملايين سنوياً بحلول 2030، ضمن حزمة واسعة من المبادرات مع العديد من دول العالم.