تخيل عالماً يتفوق فيه عدد الروبوتات الإنسانية على عدد البشر. هذا ما توقعه إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا”، حيث أشار إلى أن هذا السيناريو قد يتحقق بحلول عام 2040.
جاءت توقعات ماسك خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي السنوي الذي عُقد في الرياض، السعودية، حيث قال: “أعتقد أنه بحلول عام 2040، سيكون هناك على الأرجح عدد أكبر من الروبوتات الإنسانية مقارنة بالبشر، وستمتلك كل دولة ذكاءً اصطناعياً أو عدة ذكاءات، مما يعني وجود عدد كبير من الروبوتات، يفوق بكثير عدد البشر.”
وفقاً لمؤشر سكان العالم الصادر عن مكتب الإحصاء الأمريكي، يقدر عدد سكان الأرض حالياً بحوالي 8.2 مليار نسمة.
وأشار إيلون ماسك إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الروبوتات الإنسانية إلى 10 مليارات بحلول عام 2040، بأسعار تتراوح بين 20 و25 ألف دولار.
وقد أعرب ماسك في السابق عن إعجابه بزيادة عدد الروبوتات الإنسانية وتطور الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى تأثيرهما على البشرية، حتى أنه أشار إلى أن البشر قد يواجهون “أزمة في المعنى”.
عدد الروبوتات البشرية
أشار إيلون ماسك خلال قمة “أول-إن” 2024، التي نظمها بودكاست “أول-إن” في سبتمبر الماضي، إلى أنه “إذا كان لدينا روبوتات بشرية، ولا يوجد حد حقيقي لعددها، وتستطيع العمل بذكاء عالٍ، فإن الاقتصاد لن يعرف حدودًا فعلية.”
ومع ذلك، يختلف بعض الخبراء مع ادعاء ماسك بأن ثورة الروبوتات الذكية باتت وشيكة. حيث صرح المؤلف والعالم غاري ماركوس لموقع “ديكريبت”: “يمتلك إيلون تاريخًا من التوقعات المبالغ فيها بشأن الذكاء الاصطناعي، وهذا ليس استثناءً.”
قال ماركوس: “يوجد حوالي 1.5 مليار سيارة على الطرق، والعديد من الأشخاص لا يستطيعون تحمل تكاليفها أو لا يرون ضرورة لها، وسيكون الوضع مشابهًا بالنسبة للروبوتات الإنسانية، حيث لن نرى ستة روبوتات إنسانية مقابل كل سيارة في المستقبل القريب.”
هذا يعكس وجهة نظر ماركوس بأن الطلب على الروبوتات الإنسانية لن يكون بنفس الحجم الذي يشهده الطلب على السيارات.
انتقادات الذكاء الاصطناعي
ماركوس هو عالم في مجال الإدراك وباحث في الذكاء الاصطناعي، وقد ألف ستة كتب حول هذا الموضوع. وهو معروف بنقده للمبالغات في ادعاءات الذكاء الاصطناعي. في سبتمبر الماضي، انتقد “أوبن إيه آي” لعدم تقديمها “جي بي تي-5” أو “سورا” (وهو مقطع فيديو يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من نص باستخدام مولد النص إلى الفيديو) رغم تقييمها بـ150 مليار دولار، واصفًا ذلك بأنه “جنون مطلق”.
على الرغم من وعود ماسك بتقديم روبوتات إنسانية بأسعار معقولة، أشار ماركوس إلى أن المخاوف المتعلقة بالاقتصاد والسلامة، بالإضافة إلى التحديات الكبيرة في البرمجيات والأجهزة، تجعل من غير المحتمل أن يتم الاعتماد على الروبوتات الإنسانية بشكل واسع في المستقبل القريب.
