إنشاء مركز عالمي للحبوب بمصر ….هل تكون خطوة نحو استقرار سلاسل الإمداد الغذائي الدولي
أعرب عدد من النواب والأحزاب السياسية عن تأييدهم لاقتراح الرئيس السيسي بإنشاء مركز عالمي للحبوب، مؤكدين أن هذه المبادرة تعكس طموحًا كبيرًا لجعل القاهرة لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها اللوجستية.
وأشاد النائب محمد تيسير مطر، الأمين العام لحزب إرادة جيل وأمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي انضمام مصر للتحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع. وأوضح أن هذه الخطوة تعكس المسؤولية التي تشعر بها مصر تجاه الدول الإفريقية التي تعاني من الفقر والجوع، مما يجعل سكانها عرضة للتهجير، وهو ما يعكس الريادة المصرية على الصعيدين العربي والإفريقي.
أكد النائب محمد تيسير مطر على ضرورة تكثيف الجهود الدولية وإرادة سياسية حقيقية للحد من معدلات الفقر والجوع في العالم، خاصة في الدول الإفريقية، حيث تُسجل أعلى معدلات الفقر المدقع. وأشار إلى أن القارة الإفريقية تستضيف اليوم أكثر من 60% من فقراء العالم، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع إذا لم تُبذل جهود حقيقية من الدول الكبرى.
كما أوضح أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أن الرئيس السيسي يقوم بجهود كبيرة منذ توليه المسؤولية لنقل الصورة الحقيقية للدول الإفريقية والتحديات التي تواجهها على مختلف الأصعدة. وقد كان صوتًا قويًا لها في جميع المنتديات الدولية، مما أدى إلى إطلاق التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع. وطالب الدول الكبرى التي تدعو إلى الحقوق والحريات والمساواة بأن تكون جادة في تحقيق هذه الشعارات على أرض الواقع، من أجل إنقاذ عشرات الملايين الذين يعيشون في الدول الإفريقية من الفقر والجوع والأوبئة.
إنشاء مركز عالمي للحبوب بمصر
وفقًا للأمين العام لحزب إرادة جيل، يجب الانتباه إلى التقرير الأخير الذي نشرته الأمم المتحدة حول تأثير أزمة الديون على التنمية. حيث أشار إلى أن حوالي 3.3 مليار شخص، أي ما يعادل نصف سكان العالم، يعيشون في دول تنفق أكثر على سداد فوائد الديون مقارنة بما تنفقه على التعليم أو الصحة. وأكد على أهمية إقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية لمساعدتها في التغلب على أزماتها وتحدياتها. كما شدد على ضرورة وجود آلية تتيح توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية في تلك البلدان، بالإضافة إلى أهمية نقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، ودعم جهود تحقيق الأمن الغذائي.
أفاد النائب المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين استعرضت الجهود المصرية المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكدت التزام مصر بدورها الإقليمي والدولي.
وأشار الجندي، في بيان له، إلى أن الرئيس السيسي تناول في كلمته التحديات الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، مثل تفاقم الصراعات، وزيادة الفجوات التنموية، ونقص التمويل، بالإضافة إلى أزمة الديون التي تثقل كاهل الدول النامية. كما نبه إلى عدم الوفاء بالالتزامات المتعلقة بتمويل التنمية والمناخ، مما يبرز الحاجة الملحة لإعادة تقييم النهج الدولي الحالي.
أشار النائب حازم الجندي إلى أن الدعوة لتوحيد الإرادة السياسية وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة تأتي في وقت تحتاج فيه المجتمعات إلى حلول مبتكرة لتحقيق هذه الأهداف، مع التأكيد على أهمية إقامة شراكات عادلة بين الدول النامية والمتقدمة.
كما أوضح أن مصر، كما ذكر الرئيس، تؤمن بأن مكافحة الجوع والفقر وتحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال شراكات دولية تركز على توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا الطرح رؤية مصرية متقدمة تهدف إلى الاستفادة من التطورات التكنولوجية لتسريع عملية التنمية، مع التأكيد على أهمية تحقيق الأمن الغذائي كعنصر أساسي في مواجهة تحديات الجوع والفقر.
أفاد النائب إبراهيم الديب، عضو مجلس النواب، بأن توقيع مصر والبرازيل على شراكة استراتيجية يهدف إلى تعزيز نظام دولي أكثر عدالة وتنمية. وأكد أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تمتد لأكثر من 100 عام، وأن هذه الشراكة ستساهم في ترسيخ السلام وتعزيز نظام دولي يعكس تمثيل جميع الدول.
وأشار الديب إلى أن العلاقة بين مصر والبرازيل تعتمد على دبلوماسية متنوعة وتعاون عميق، مع التركيز على تحقيق مصالح الشعبين وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية الهامة. وأكد أن توقيع الشراكة الاستراتيجية سيفتح آفاقًا جديدة للصداقة بين البلدين، ويعزز الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة والنمو الشامل.
كد النائب إبراهيم الديب أن توقيع الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره البرازيلي على هامش قمة العشرين المنعقدة في العاصمة البرازيلية يمثل خطوة هامة نحو وضع آليات لمكافحة الفقر والجوع وعدم المساواة. كما يعزز هذا التوقيع السياسات التي تدعم التكامل الإقليمي والتعاون بين دول الجنوب العالمي.
وأشار الديب إلى أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين للمرة الثانية على التوالي تعكس مكانة مصر ودورها الريادي في المنطقة. ويعتبر ذلك دليلاً على المكانة العالية التي تتمتع بها مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، ودورها الأساسي في تبني قضايا المنطقة والسعي نحو تحقيق سلام شامل وعادل، فضلاً عن الحفاظ على سلامة الشعوب وإقامة دولة مستقبلية كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
أكد الدكتور حسن هجرس، مساعد رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة مجموعة العشرين بإنشاء مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية في مصر يعكس رؤية استراتيجية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي العالمية. وأوضح أن هذا الاقتراح يمثل خطوة هامة نحو تعزيز استقرار سلاسل الإمداد الغذائي وتقديم حلول مبتكرة لدعم الدول الأكثر تأثراً بالأزمات الغذائية.
وأشار هجرس إلى أن اختيار مصر كموقع لهذا المركز يعود إلى قدرات الدولة وموقعها الجغرافي المتميز، الذي يجعلها نقطة محورية للتجارة الإقليمية والدولية. كما أوضح أن هذا المشروع يعزز من مكانة مصر كدولة رائدة في تحقيق الأمن الغذائي على المستويين الإقليمي والعالمي، ويدعم جهودها المستمرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واشار هجرس إلى أن كلمة الرئيس تضمنت رؤية شاملة لمواجهة التحديات الحالية، مثل تفاقم الصراعات وزيادة الفجوة التنموية، وأهمية إقامة شراكات دولية متوازنة. كما لفت إلى أن دعوة الرئيس لتوفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، تعكس فهماً عميقاً لأهمية الابتكار في تحقيق أهداف التنمية.
سلاسل الإمداد الغذائي الدولي
من جانبه، أشاد رشاد عبد الغني، القيادي في حزب مستقبل وطن، بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين “الشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر” في البرازيل، والتي تناولت إعلان انضمام مصر للتحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع. وهذا يؤكد إيمان مصر الراسخ بضرورة التصدي لهذه التحديات، باعتبارها تجسيداً لعدم المساواة في العالم.
أوضح القيادي في حزب مستقبل وطن أن كلمة مصر خلال قمة العشرين التي تُعقد في البرازيل أكدت على أهمية التحرك الدولي الجاد لإقرار الوقف الفوري لهذه المأساة الإنسانية، وإنقاذ المدنيين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، بالإضافة إلى ضرورة وقف التصعيد وتوسيع نطاق الصراع. وأشار إلى أن هذه الرسالة تعكس للعالم أن النزاعات وتفاقم الأزمات المسلحة تعيق التنمية العالمية، وتُهدد الأمن القومي العالمي، وتساهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية على الصعيد الدولي.
أشار رشاد عبد الغني إلى أن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين لا تعزز قوتها السياسية والدبلوماسية فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز شراكاتها الاقتصادية. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة العشرين حوالي 61 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وفقًا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. كما أثنى على اقتراح الرئيس بإنشاء مركز عالمي للحبوب في مصر، معتبرًا إياه خطوة مهمة لتعزيز الأمن الغذائي الدولي، والعمل على دعم جميع الجهود التي تخدم المصالح الوطنية المصرية وتعزز جهود التنمية في المنطقة.