أوشن كويست تسجّل حضورها العالمي الأول في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025

أعلنت أوشن كويست، المؤسسة السعودية غير الربحية التي تهدف إلى استكشاف أعماق المحيطات بما ينفع الإنسانية، عن حضورها العالمي الأول في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025، الملتقى الأبرز عالمياً حول المحيطات الذي انطلق يوم 10 يونيو الجاري، واستضافت الفعالية ممثلين عن الأمم المتحدة وكبار المسؤولين الحكوميين وخبراء المحيطات وممثلي المؤسسات الخيرية وصنّاع السياسات للاحتفال بإطلاق المؤسسة وإنجازاتها الأخيرة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على رسالتها الرامية إلى دعم جهود استكشاف المحيطات ودفع عجلة الابتكار والارتقاء بعلاقات التعاون العالمي.
تسعى أوشن كويست إلى استكشاف أعماق المحيطات وتعزيز التعاون الدولي في مجالات مختلفة مثل فهم نظام الجبال البحرية، والتوائم الرقمية، وتبادل القدرات مع العلماء والمختصين في مجال المحيطات في بداية مسيرتهم المهنية من دول جنوب العالم.
وتضمنت الفعالية كلمة افتتاحية ألقاها الدكتور مارتن فيسبيك الرئيس التنفيذي لمؤسسة أوشن كويست، استعرض فيها الطموحات المستقبلية للمؤسسة، وناقش راي داليو مؤسس مؤسسة داليو الخيرية وعضو مجلس الإدارة لدى أوشن كويست أهمية مؤسسة أوشن كويست وخططها المستقبلية، كما ألقى السيد جورجي سانتوس، وزير البحر في جمهورية الرأس الأخضر، كلمة خلال الفعالية، سلّط فيها الضوء على أهمية التعاون الدولي في استكشاف المحيطات.
كما شهدت الأمسية كلمات خاصة من فيدار هيلجيسن الأمين التنفيذي للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات والمدير العام المساعد لليونسكو؛ والدكتورة مريم فيكتشلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر وعضو في لجنتي الحوكمة والتدقيق والمخاطر لدى أوشن كويست وكذلك الدكتورة مارغريت لينين مديرة معهد سكريبس لعلوم المحيطات ونائبة رئيس جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والسيدة جانيس تروتي-دوا، مديرة البنية التحتية والعمليات في المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث المحيطات.
وشهدت الفعالية حواراً جانبياً بارزاً بين الدكتور مارتن فيسبيك والدكتور فنسنت بيريبون الرئيس التنفيذي المشارك في أوشن إكس؛ وماتي رودريغ رئيس برنامج العلوم في فريق أوشن إكس؛ والدكتورة يارا رودريغز نائب المدير التنفيذي لمعهد البحار؛ والدكتورة لارا أتكينسون عالمة البحار البحرية في المؤسسة الوطنية للموارد الطبيعية في جنوب أفريقيا، وانضم إليهم نخبة من المختصين في مجال المحيطات ممَن لا يزالون في بداية مسيرتهم المهنية، وهم علي أبيض وهو طالب دكتوراه؛ وسينوثاندو شيبي عالمة الأحياء البحرية اللذين شاركا رؤى وأفكاراً عملية من بعثة “حول أفريقيا” وأهميتها الكبيرة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور مارتن فيسبيك الرئيس التنفيذي لمؤسسة أوشن كويست: “إن مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025 يعدّ لحظة فارقة بالنسبة لنا لتعزيز الفهم حول أعماق المحيطات ضمن الحوارات العالمية الرامية إلى تحديد الإجراءات والسياسات المتبعة في مجال استكشاف المحيطات، ولم تحظَ أعماق المحيطات سابقاً بقدرٍ واسعٍ من الاهتمام رغم دورها البارز في أنظمة الأرض، في أوشن كويست، نحن نرى أن هذه الفعالية تتخطّى إطلاق حضورنا العالمي إلى دخولنا في تحالف أوسع بهدف تغيير الواقع السابق، كما يعكس وجودنا هنا التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز علوم وتكنولوجيا المحيطات فضلاً عن النهوض بأوجه التعاون الدولي للارتقاء بعلوم المحيطات العميقة”.
وسلّطت الأمسية الضوء على الإنجازات المبكّرة التي حقّقتها أوشن كويست، وهي رحلة بعثة “حول أفريقيا” الناجحة، بالتعاون مع أوشن إكس والمؤسّسات الأفريقية الرائدة، واستمرت البعثة أربعة أشهر، شارك فيها 34 مهنياً في بداية مسيرتهم المهنية في مجال المحيطات من 16 دولة إلى جانب علماء من ثماني دول، إذ نجحوا في رسم خرائط لمساحة تتجاوز 150 ألف كيلومتر مربع من قاع المحيط بدقة عالية، كما شاركوا مع أكثر من 300 من الطلبة والمعلمين والمختصين في بداية مسيرتهم المهنية في ورش التدريب والتوعية ومبادرات مشاركة القدرات، وذلك خلال فترات التوقّف في الموانئ وعلى متن سفينة أوشن إكسبلورر.
وبعد النجاح الكبير لرحلتها الأخيرة، تخطّط أوشن كويست لإرسال رحلة استكشافية متوسطة المدى (2025–2028) من أجل استكشاف أنظمة الجبال البحرية في البحر الأحمر وجنوب غرب المحيط الهندي والمناطق الاستوائية وجنوب المحيط الأطلسي، وتهدف هذه البعثات إلى دراسة التنوع البيولوجي واكتشاف أسرار أعماق المحيطات، ومقارنة البيئات الجيولوجية، الفيزيائية، الكيميائية والطبيعية في أحواض المحيطات للكشف عن الأنماط العالمية في الحياة ضمن المحيطات وتطورها وكل ما يختص بها.
وأضاف الدكتور فيسبيك: “توفّر أعماق المحيطات، ولا سيما أنظمة الجبال البحرية فرصاً مميزة تحتاج إلى تضافر الجهود لاستكشاف خباياها، وتهدف أوشن كويست إلى توحيد الدول والعلماء والمجتمعات وراء هدف مشترك يتمثّل في الارتقاء بالمعرفة التي تعود بالنفع على البشرية جمعاء”.
وقّعت أوشن كويست المجموعة الأولى من مذكرات التفاهم مع العديد من المؤسسات الدولية الرائدة، لتكون إطاراً للبعثات المستقبلية المشتركة، التبادل العلمي وتطوير برامج شاملة لأبحاث المحيطات، وشملت أبرز الجهات التي وقّعت مذكرات تفاهم كلاً من مؤسسة الأبحاث الوطني لجنوب افريقيا*، جمعية التكنولوجيا البحرية حكومة كاب فيردي*، المعهد الوطني لأبحاث المحيطات في المملكة المتحدة* والمعهد البرازيلي الوطني لأبحاث المحيطات*، ومشروع قاع البحار الدولي 2030 المشترك بين مؤسّسة نيبون والخريطة العامة لأعماق المحيطات*، وزارة البحر (حكومة كاب فيردي)*، أوشن إكس*، المركز الوطني لعلوم المحيطات ومركز جيومار*، وتُعدّ هذه الشراكات مستهلّ جهود أوشن كويست على مستوى الشراكات الرامية إلى تعزيز جهود استكشاف أعماق المحيطات، وتوطيد الروابط العلمية، وبناء أسس مشتركة للانطلاق نحو الاكتشافات المستقبلية.
وتسعى أوشن كويست إلى لعب دورٍ محوري في رسم ملامح مستقبل استكشاف أعماق المحيطات، والجمع بين العلوم والابتكار والتعاون الدولي، خاصةً بعد انطلاق عملياتها بشكل رسمي وتنامي شبكتها العالمية من الشركاء، بالإضافة إلى العمل المستمر على إرسال بعثات جديدة.