أطفال العالم في خطر.. الهاتف الذكي يؤدي لمشاكل عقلية
اصبح الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت نعمة ونقمة للأطفال، على الرغم من أنه يساعد الوصول إلى الإنترنت الأطفال على تعلم الكثير من الأشياء، وأحيانًا تساعدهم الأدوات المتوفرة فيه على التعلم بشكل أسرع.
ولكن، عندما يُتركون مع أجهزتهم، دون إشراف، فهذا ليس جيدًا لصحتهم البدنية والعقلية على حدٍ سواء، زاد استخدام الأطفال للهواتف الذكية بشكل كبير خاصة بعد الوباء.لماذا يجب على الآباء تقييد استخدام الهاتف الذكي لأطفالهم؟الأطفال كائنات فضولية، بمجرد وصولهم إلى شيء مثير للاهتمام مثل الإنترنت، لن يكون للفضول حدود، فقد يصادفون عن طريق الخطأ أو عن قصد محتوى غير لائق،
وسيكون لمحتوى البالغين تأثير سلبي على نمو عقولهم.لن يتمكن دماغهم غير الناضج من فهم ذلك، ولكن بسبب فضولهم قد ينتهي بهم الأمر أيضًا إلى تعلم الأشياء الخاطئة التي ستنعكس في شخصيتهم أثناء نموهم،
وبالتالي، لا ينبغي تركهم دون رقابة.يمكن أن تسبب اضطرابات النوم والأرقيؤثر الضوء الضبابي المنبعث من الهواتف الذكية على صحة العين ويؤثر أيضًا على النوم، يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد إلى ظهور أعراض الأرق عند الطفل، في البداية، قد يتسبب في اضطرابات النوم ولكن لاحقًا يمكن أن يتطور إلى مشاكل صحية عقلية خطيرة، يجب أن يحصل الطفل على 8 ساعات على الأقل من النوم كل يوم،
وهذا مهم لنمو دماغه، يمكن أن يكون الهاتف الذكي بمثابة عقبة أمام ذلك.يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ذكرت دراسة أجرتها الجمعية البريطانية لعلم النفس أن ارتفاع الاكتئاب والقلق لدى الأطفال الصغار قد يُعزى أيضًا إلى الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، يعني الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت أنهم يدخلون عالمًا مختلفًا مليئًا بالسطحية، لكن لأنهم أطفال، فهم عرضة لذلك،هذا يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات، ومشاكل في صورة الجسد، والقلق والاكتئاب.يمكن أن يزيد من مخاطر الممارسات الخاطئة في سن مبكرة زيادة استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الممارسات الخاطئة،
قد يعتاد الأطفال على استخدام الآلات الحاسبة المدمجة عندما لا يُسمح لهم في الواقع بالقيام بذلك في المدارس، وقد يتعلمون أيضًا طرقًا فريدة للغش من خلال تخزين الصور أو المعلومات المرجعية أو تبادل الإجابات مع الطلاب الآخرين، هذا يمكن أن يعيق أدائهم الأكاديمي في المدرسة ويعيق أيضًا عملية التعلم المطلوبة خاصة بعد أن يصبحوا بالغين.في حين أن استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يساعد الطفل على التعلم
وكذلك ضمان السلامة في كثير من الحالات، إلا أن الخبراء يوصون بضرورة الإشراف عليهم دائمًا حتى يصبحوا بالغين، يعد الوصول إلى الإنترنت ليس سيئًا طالما أنه يستخدم لغرض التعلم فقط. ومع ذلك يجب على الآباء بالتأكيد تحديدوقت الاستخدام، والتأكد من التحقق من تاريخ الإنترنت، كما أنه من المهم إخبار الأطفال عن سبب صغر سنهم لاستخدام الهاتف الذكي بشكل منتظم، يمكن أن يساعد التواصل المفتوح في الواقع.توصلت نتائج دراسة حديثة تحدد عدد ساعات استخدام الأطفال للهاتف أسبوعيا، ونقدم نصائح لضمان استخدام صحي وآمن للهواتف الذكية.وكشف فريق من علماء النفس والمتخصصين في الصحة العقلية في الدنمارك، أن الحد من وقت استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية إلى 3 ساعات فقط أسبوعيا قد يؤدي إلى تحسّن كبير في صحتهم العقلية.
فيما أجرى العلماء تجربة عشوائية، شملت 89 عائلة تضم 181 طفلا من 10 مدن دنماركية، ركّزت على تأثير الحد من استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية على صحة الأطفال، خاصة أن الأبحاث السابقة كشفت أن قضاء فترات طويلة من الوقت في مشاهدة الأفلام أو تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي أو لعب ألعاب الفيديو.
بالإضافة لبعض المشكلات على الصحة العقلية مثل السلوك الاجتماعي العدائي وصعوبات في التحكم بالعواطف.وشملت التجربة اختبار جميع الأطفال المشاركين في الدراسة، لمعرفة المزيد عن مهاراتهم الاجتماعية وسلوكهم العام واستقرارهم العاطفي وصحتهم العقلية بشكل عام.
فيما طلب فريق البحث من جميع الأطفال، في 45 عائلة، تقييد استخدامهم للأجهزة الإلكترونية لمدة 3 ساعات فقط في الأسبوع، ولمدة أسبوعين، وتم تركيب شاشات فيديو في منازل المشاركين لضمان الامتثال للطلب. وفي نهاية الدراسة، وجد العلماء انخفاضًا في المشكلات السلوكية عندما يتعلق الأمر بالمشاكل العاطفية.
النساء أكثر تأثر
جمعت الدراسة العالمية الجديدة بيانات عن 27969 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا من أكثر من 40 دولة، بما في ذلك ما يقرب من 4000 مشارك هندي. وتبين أن النساء أكثر تأثرا.أفاد ما يصل إلى 74% من المشاركين في الدراسة، الذين حصلوا على أول هاتف ذكي لهم في سن السادسة، أنهم يعانون من مشاكل خطيرة في الصحة العقلية عندما كانوا شبابًا، وتراوحت درجاتهم بين “الحزن أو الاكتئاب” إلى “الانزعاج”. 61% لأولئك الذين يمتلكون هاتفهم الذكي الأول في سن مبكرة جدًا10 سنوات بينما بالنسبة لمن حصلوا على الجهاز في عمر 15 سنة فإن نسبة الاضطرابات النفسية لم تتجاوز 52%.
وتوصلت الدراسة إلى أنه من بين اللواتي حصلن على أول هاتف ذكي لهن في سن 18 عامًا، تم تقييم 46٪ فقط منهن على أنهن يعانين من اضطراب عقلي أو معاناة.ضعف الإحساس بالذات اجتماعيًا
وقالت عالمة الأعصاب تارا ثياغاراجان، كبيرة الباحثين في مؤسسة سابيين لابس، إن “الحصول على هاتفك مبكرًا يعني المزيد من مشاكل الصحة العقلية كشخص بالغ، وخاصة فيما يتعلق بالأفكار الانتحارية ومشاعر العدوان تجاه الآخرين والشعور بالانفصال عن الواقع؛ وإجمالاً،
إحساس أضعف بـ”الذات الاجتماعية”،
أي كيف ينظر المرء إلى نفسه وإلى الآخرين”.
تأتي النتائج على خلفية التدهور العالمي التدريجي في الصحة العقلية لكل جيل شاب عبر العالم، الذي يدعم الإنترنت والذي بدأ في حوالي 2010-2014. وعلى سبيل المثال، وفقًا لدراسة McAfee’s Global Connected Family التي صدرت العام الماضي، بلغ استخدام الهواتف الذكية بين الأطفال الهنود الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا 83٪، وهو ما يزيد بنسبة 7٪ عن المتوسط الدولي البالغ 76٪”.بالنسبة للآباء، فإن النتائج لها رسالة واضحة مفادها أنه “من الأفضل تأخير إعطاء الطفل الهاتف الذكي قدر الإمكان، مع الأخذ في الاعتبار أن ضغط الأقران يكون مرتفعًا ومن الأفضل التركيز على التطور الاجتماعي للطفل لأنه أمر مهم بشكل أساسي لرفاهيته العقلية وقدرته على التنقل ومواكبة العالم الواقعي”.