اتصالات وتكنولوجيا

أبل تدرس تصنيع معالجات ماك وآيباد لدى إنتل بدءًا من 2027

تتجه أبل وإنتل إلى شراكة جديدة تمثل عودة غير متوقعة من بعد انفصالهما قبل أكثر من أربع سنوات، حين استغنت أبل عن معالجات إنتل لصالح شرائحها الخاصة من سلسلة M، لكن العودة هذه المرة لن تكون بإعادة إنتل كمصمّم للمعالجات، بل كمُصنّع محتمل لمعالجات أبل القادمة، وفقًا لما كشفه المحلل الشهير مينغ تشي كو.

أبل تختبر عملية تصنيع 2 نانومتر لدى إنتل

بحسب التقرير، وقّعت أبل بالفعل اتفاقية عدم إفصاح (NDA) مع إنتل تُمكّنها من الوصول إلى مجموعة أدوات التصميم الخاصة بعملية 18AP، وهي تقنية تصنيع متقدمة بدقة 2 نانومتر، وبموجب هذا الاتفاق، تختبر فرق أبل الهندسية العملية بهدف تطوير شريحة جديدة من الفئة الابتدائية من سلسلة M، يُتوقع أن تُستخدم في MacBook Air و iPad Pro في السنوات المقبلة.

وتُعد مجموعة أدوات التصميم الحالية 0.9.1 GA PDK مرحلة أولية، لكنها كافية لبدء النمذجة والتصميم. فيما يُنتظر إصدار النسخة الأهم PDK 1.0/1.1 في الربع الأول من 2026، والتي ستحدد قدرة إنتل على منافسة TSMC، وإذا حققت هذه العملية معايير أبل الخاصة بالأداء والكفاءة وكثافة الترانزستورات، ستنتقل الشركة إلى مرحلة الإنتاج الفعلي على تقنية إنتل 18AP بحلول منتصف أو أواخر 2027.

تقنية إنتل 18AP

تنتمي تقنية 18AP إلى عائلة 18A، وهي أول معمارية 2 نانومتر من إنتل، وتعتمد على ترانزستورات RibbonFET بتقنية Gate-All-Around، إلى جانب بنية PowerVia التي تنقل الطاقة عبر الجزء الخلفي للشريحة، ما يعزز الأداء ويقلل الاستهلاك.

وتسعى أبل من خلال هذه الخطوة إلى تنويع سلسلة التوريد، وتقليل اعتمادها على TSMC التي تُعد المورد الوحيد حاليًا لمعالجاتها المتقدمة، خاصة في ظل التوترات العالمية في مجال أشباه الموصلات والدفع نحو تصنيع أكبر داخل الولايات المتحدة.

اقرا ايضا: أبل تفرض قيود جديدة على استخدامات الذكاء الاصطناعى

إنتل تراهن على أبل لإنعاش مصانعها

بالنسبة لإنتل، يمثل هذا التعاون المحتمل محطة محورية في خطتها لإحياء نشاطها في مجال التصنيع عبر ذراعها Intel Foundry Services، وبعد سنوات من التعثر، تقول الشركة إن معدلات إنتاج تقنية 18A تتحسن بنسبة 7% شهريًا، قبيل إطلاق معالجات Panther Lake.

وتأمل إنتل في الوصول إلى نقطة التعادل المالي بحلول 2027، ويُنظر إلى أبل باعتبارها العميل الذي يمكنه إثبات قدرة إنتل على المنافسة من جديد، وقد وصف كو انضمام أبل بأنه “إثبات قوي لعودة إنتل”، وقد يساعد الشركة في جذب عملاء يفكرون حاليًا في تقنيات TSMC.

القرار النهائي بيد أبل

ورغم التفاؤل، يبقى كل شيء مرهونًا بنتائج إصدار PDK القادم، فإذا لم تستطع إنتل الوصول إلى معايير أبل الصارمة، ستستمر الأخيرة في الاعتماد على تقنية TSMC N2P لإنتاج الجيل المقبل من شرائح M، لكن في حال نجاح التجارب، قد نرى أولى معالجات أبل المصنوعة لدى إنتل تُشحن داخل أجهزة MacBook Air وiPad ابتداءً من عام 2027، لتكون لحظة مفصلية تُعيد رسم علاقة دامت عقودًا بين عملاقين من عمالقة التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى