اتصالات وتكنولوجيالقاءات ومقابلات

“نوكيا تقود مستقبل الشبكات السحابية المؤتمتة في الشرق الأوسط وإفريقيا”

في لقاء خاص مع سمر ميتال، نائب الرئيس ورئيس الخدمات السحابية والشبكات في نوكيا الشرق الأوسط وإفريقيا، ويتولى مسؤولية المبيعات والتسليم للبرمجيات والخدمات التي تساعد مقدمي خدمات الاتصالات على توليد القيمة من شبكات الاتصالات.

1. يركز قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا على “البرمجيات المعنية بمنطقة التقاء الشبكات بالسحابة”. كيف يساعد ذلك كلًا من مقدمي خدمات الاتصالات والمؤسسات على الانتقال إلى شبكات مؤتمتة بالكامل؟

في قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا، نرى في السحابة والبرمجيات أساسًا موحدًا ​​لشبكات المستقبل ذاتية التشغيل، لا مستويين منفصلين. ومن خلال دمج البرمجيات الذكية بالبنى السحابية الأصيلة المتقدمة، فإننا نمكّن الشبكات من القابلية البرمجية وقابلية الأتمتة وأن تغدو مستجيبًا فوريًا للمهام.

من خلال اتباع هذا النهج، نُسهّل بشكل كبير إدارة البيئات التي تعتمد على تقنيات متعددة، مما يحد من التعقيدات المرتبطة بها. كما نمهّد الطريق لتنفيذ العمليات فورًا، دون الحاجة إلى تلامس أو مواجهة أي مشكلات. ونتيجة لذلك، يمكن لمقدمي خدمات الاتصالات والمؤسسات إتمام المهام الروتينية بسهولة أكبر، والتعامل مع المشكلات بشكل استباقي عبر اكتشافها وإصلاحها تلقائيًا، بالإضافة إلى إطلاق خدمات جديدة مع الحد الأدنى من التدخل البشري.

2. مع تزايد اعتماد الشبكات على البرمجيات والسحابة، ما الذي يتميز به قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا من نواحي الأتمتة والذكاء؟

تعتمد استراتيجيتنا السحابية “الأفقية” وتركيزنا على الذكاء الاصطناعي كعاملين أساسيين يميزاننا عن الآخرين. نحن نحرص على تصميم برمجياتنا بحيث تكون متوافقة مع مختلف البيئات السحابية، مما يمنح العملاء المرونة الكاملة لتشغيلها، إلى جانب تطبيقات الجهات الخارجية، على البنية التحتية السحابية التي يفضلونها. وهذا يضمن لهم الاستفادة من أفضل الحلول البرمجية على أفضل البيئات السحابية، سواء كانت عامة أو خاصة أو هجينة.

يدمج قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا الذكاء الاصطناعي والتحليلات في جميع الحلول التي يقدمها، مما يسمح للشبكات بالاستشعار والتحليل واتخاذ القرارات اللحظية. على سبيل المثال، تعتمد الأتمتة الذكية في الشبكات على مبدأ “الدائرة المغلقة”، حيث يستفيد الذكاء الاصطناعي من البيانات في تحسين أداء الشبكة، وإجراء عمليات الصيانة الذاتية، والتصدي للتهديدات الأمنية قبل وقوعها. هذا التكامل بين الأتمتة والذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة الشبكات ويجعلها أكثر قدرة على مواكبة التحديات الأمنية والتشغيلية بمرونة وسرعة.

أما على مستوى الأمن السيبراني، فتستفيد حلولنا الأمنية “نت غارد” (NetGuard) من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل أنماط حركة البيانات، مما يمكنها من رصد أي سلوك غير معتاد والتعامل مع التهديدات الأمنية بشكل استباقي قبل أن تؤثر على الخدمات الحيوية. هذا النهج يضمن مستوى متقدمًا من الأتمتة والذكاء في عمليات الشبكة، مما يسهم في تعزيز كفاءتها وأمانها.

3. تمضي المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي والاستفادة من تقنيات الجيل الخامس. كيف يدعم قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا رؤية 2030 من خلال الشبكات السحابية والأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؟

تتوافق رؤية نوكيا بشكل وثيق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، خاصة فيما يتعلق بالتحول الرقمي، الابتكار، والاستدامة. ومن هذا المنطلق، نحن فخورون بالمساهمة في تحقيق هذه الرؤية الطموحة من خلال تطوير شبكات آمنة، مؤتمتة، قائمة على البيانات، تدعم الاقتصاد الرقمي المتنامي في المملكة.من خلال حلولنا السحابية الأساسية وحلول الحوسبة الحدية والتحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي، فإننا نمكن تطوير شبكات الجيل الخامس لتغدو عالية الأداء والموثوقية وداعمة لمجموعة واسعة من التطبيقات التخصصية والحكومية والاستهلاكية.

وعلاوة على الاتصالات، فإننا نساعد المشغلين والمؤسسات في المملكة على توليد الدخل من شبكاتهم، عبر مبدأ التجزئة الشبكية، وتقديم الخدمات القائمة على واجهة برمجة التطبيقات وحلول الحوسبة الحدية للمؤسسات، لكي تتمكن من الاستفادة الكاملة من فرص الاقتصاد الرقمي. إن تركيزنا على البُنى المعمارية المفتوحة والقابلة للتطوير يضمن قدرة مزودي خدمات الاتصالات والقطاعات السعودية على تبني التقنيات المبتكرة مع الحفاظ على الانسجام مع المتطلبات التنظيمية المحلية.

4. هل يمكنك إطْلاعنا على بعض المشاريع أو علاقات الشراكة الحديثة المبرمة مع مقدمي خدمات الاتصالات الذين تعلمون معهم في المملكة العربية السعودية، والتي تُوضح دور و تأثير قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا؟

كانت دائمًا نوكيا جزءًا أساسيًا من تطور قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية، بدءًا من عصر شبكات الجيل الثاني ووصولًا إلى ريادة التحول نحو الشبكات السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي اليوم. وقد مكّن تعاوننا مع شركات الاتصالات السعودية من تحقيق الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تحسين أداء الشبكات، تقليل الأعطال، وتعزيز تجربة العملاء بشكل ملحوظ.

ولا يقتصر دور نوكيا على قطاع الاتصالات فحسب، بل نتعاون مع قطاعات  النفط والغاز والخدمات اللوجستية والتصنيع لإطلاق شبكات خاصة بها قائمة على تقنيات الجيل الخامس، تتيح اتصالات آمنة وعالية السرعة، تخدم مهامها الحرجة. وفي الوقت نفسه، تعزز القبة الأمنية السيبرانية “نت غارد سايبردوم” NetGuard Cyberdome أمن الاتصالات في المملكة من خلال أنظمة الكشف عن التهديدات والاستجابة المؤتمتة الفورية لها.

بالإضافة إلى ذلك، ندعم مقدمي الخدمات في توليد الدخل من تقنيات الجيل الخامس باستخدام الشبكات السحابية الأساسية، وتمكين التجزئة الشبكية والحوسبة الحافة والخدمات القائمة على نموذج “واجهة برمجة التطبيقات”، ما يُرسي أساسًا متينًا لمواصلة التحول الرقمي في البلاد.

5. في ضوء نمو الطلب على الشبكات السحابية، كيف يتعامل قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا مع تحديات مثل قابلية التوسع والأمن واللوائح المحلية في السعودية؟

نحرص في قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا على وضع قابلية التوسع والأمن والامتثال التنظيمي في صميم تصميماتنا السحابية الأصيلة، وبناء حلول قابلة للتوسع أفقيًا على امتداد بيئات سحابية مختلفة؛ عامة أو خاصة أو هجينة، حتى يتمكن المشغلون من زيادة السعة عند الطلب دون التفريط بالأداء. كما أن نهجنا الأمني ​​القائم على مبدأ انعدام الثقة، وقدرات الكشف المتقدم عن التهديدات والتخفيف من وطأتها بدعم الذكاء الاصطناعي، يضمن بقاء الشبكات محمية من مجموعة واسعة من المخاطر الإلكترونية.

أما على الصعيد التنظيمي، فنحرص على التعاون مع السلطات المعنية، ومع عملائنا، لضمان التوافق مع مبادئ سيادة البيانات والخصوصية ومتطلبات الامتثال الأخرى. ويمكن كذلك توطين حلولنا البرمجية، مثل حلول إدارة بيانات المشتركين والتطبيقات الحدية، أو توظيفها داخل المؤسسات تلبيةً للاحتياجات التنظيمية الصارمة، ما يضمن انعدام القيود التقنية التي تُعيق الطموحات الرقمية المنشودة لدى المملكة.

6. يعد “ليب” من أهم الأحداث التقنية التي تقام في المنطقة. ما الذي قدمه قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا هذا العام خلال الحدث؟

“ليب” هو أحد أكبر الأحداث التقنية في المنطقة، إذ يجذب جميع الشركات الكبيرة في مختلف المجالات التكنولوجية على المستويين العالمي والإقليمي، ما يمنحنا الفرصة لعرض أحدث ابتكاراتنا أمام جمهور واسع ومهم، لذلك تفخر نوكيا بكونها أحد رعاة هذا الحدث في نسخته لعام 2025. ومع كون الشبكات ذاتية التشغيل واحدة من أكبر مجالات تركيزنا لعام 2025، فقد سلطنا الضوء على حلنا للعمليات الرقمية، الذي يساعد مقدمي خدمات الاتصالات على تسريع مسيرتهم نحو الشبكات ذاتية التشغيل بالكامل، وتقديم الخدمات بمستوى عالٍ من الاستقلالية. كما أبرزنا “مساعد البحث” المتكامل الجديد العامل تحت القبة الأمنية السيبرانية “نت غارد سايبردوم”، وهو حل ثوري مدعوم بالذكاء الاصطناعي للكشف الاستباقي عن التهديدات في شبكات الاتصالات، من شأنه مساعدة المحللين الأمنيين على اكتشاف التهديدات الجديدة بطريقة استباقية.

7. أين ترى قطاع خدمات السحابة والشبكات في نوكيا في السنوات القليلة القادمة؟ وما الدور الذي ستلعبه المملكة العربية السعودية في مسيرتكم؟

خلال السنوات القليلة المقبلة، سنركز على تسريع الانتقال إلى شبكات ذاتية التشغيل بالكامل، حيث تكون الحلول السحابية الأصيلة والذكاء الاصطناعي والأمن عناصر أساسية في بنيتها. ونتوقع زيادة الإقبال على نماذج “تقديم البرمجيات كخدمة”، إلى جانب التوسع في استخدام تجزئة الشبكات وواجهات برمجة التطبيقات القابلة للبرمجة، وتعزيز التكامل مع الحوسبة الحدية.

وستظل المملكة العربية السعودية سوقًا محورية لنا، بفضل رؤيتها لعام 2030، والتزامها بالتطوير المستمر للبنية التحتية الرقمية. ونرى في المملكة مركزَ ابتكار رئيسًا لتجربة تقنيات الشبكات المتقدمة، من الشبكات اللاسلكية الخاصة إلى العمليات الأمنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. إن علاقاتنا الراسخة مع مقدمي خدمات الاتصالات والشركات السعودية، بجانب مبادرات التحول الحكومية الطموحة، تجعل البلاد شريكًا مثاليًا في تطور الخدمات السحابية والشبكية على نطاق عالمي.

اقرأ ايضا بكاميرا 108 ميجابكسل.. نوكيا تقتحم الأسواق بهاتف مميز جدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى