«مقابر منحوتة في الصخر».. كشف أثري جديد بمنطقة تونا الجبل في المنيا
متابعة: جمال علم الدين
تعتبر منطقة آثار تونا الجبل، بملوي غرب المنيا، من أهم المناطق الأثرية، حيث تشتهر بأنها جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، وعاصمتها الأشمونين، وتحوى الكثير من آثار العصر اليونانى الرومانى، مثل مقبرة الكاهن بيتوزيرس وسراديب دفن الطيور والحيوانات المقدسة وكذلك الجبانة الرومانية المعروفة بالبيوت الجنائزية والساقية الرومانية ومقبرة إيزادورا.
أقرأ ايضا.. 25 ألف تمثال وبردية طولها 18 مترًا.. كنز أثري جديد في المنيا
ومقابر جبانة الإقليم الخامس عشر هي مقابر صخرية منقوشة تخص حكام الإقليم وكبار الموظفين، وخلال الدولة القديمة وعصر الإنتقال الأول والدولة الوسطى كانت تقع شرق النيل في منطقة الشيخ سعيد ودير البرشا، أما خلال عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر لم يكن معروف موقعها حتى فترة قريبة.
وشكل المجلس الأعلى للآثار بعثة مصرية، برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، والدكتور جمال السمسطاوي، رئيس قطاع آثار مصر الوسطي، مشرفا، وكلا من فتحي عوض رياض مدير الموقع، وليد قمر، مفتش، محمد رجب مفتش، وأشرف سيد مريم وحسين علم الدين مريم، للبحث عن موقع الجبانة خلال هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر.
وبدأت البعثة أعمالها في 2017 في المكان المحتمل وجود هذه الجبانة به بمنطقة آثار الغريفة إلى الشمال من منطقة آثار تونا الجبل وقد تمكنت البعثة في المواسم الأولى لها من العثور على جبانة العصر المتأخر في أقصى شمال المنطقة وهى عبارة عن آبار دفن محفورة في الصخر تؤدي إلى حجرات دفن تحوي توابيت حجرية أو خشبية.
أما بالنسبة لجبانة الدولة الحديثة، فقد تم العثور على تابوت من الجرانيت للمدعو «جحوتى مس» المشرف على ماشية المعبود آمون، والذي عُثر عليه في مقبرة بمنطقة تونا الجبل سنة 1915، ونُقل هذا التابوت إلى المتحف المصري، ولكن الموقع لم يكن محددا بالظبط لاتساع الجبانة الشاسعة، فلم يكن من السهل تحديد موقع العثور على المقبرة السابقة.
وتمكنت البعثة المصرية من الكشف عن جبانة الإقليم خلال عصر الدولة الحديثة، حيث تم العثور على عدد من المقابر المنحوتة في الصخر تحت الجبل، وهذه المقابر تخص كبار الموظفين والكهنة والكاهنات ومغنيات المعبود جحوتى، وتم العثور على مجموعة توابيت تخص إحدى مغنيات المعبود جحوتى، ومجموعة من اللقى والتمائم والحلى ومجموعة من تماثيل الأوشابتى التي ترجع إلى عصر الدولة الحديثة.
وبذلك تكون البعثة قد تمكنت من استكمال السرد وملئ الصورة التاريخىة لهذه المنطقة خلال تلك الحقبة الهامة من تاريخ الإقليم وحققت هدفها من هذه الحفائر التي استمرت منذ 2017 حتى الآن دون توقف، وقد تم الكشف عن أكثر من مائة مقبرة ونتج عن ذلك الكثير من اللقى الأثرية، فقد تم العثور على أكثر من 25 ألف تمثال أوشابتى مختلفة الأحجام ومن مواد متنوعة وكذلك العثور على الكثير من الأوانى الكانوبية من الألبستر والحجر الجيرى والفيانس وآلاف التمائم والكثير من التوابت الحجرية بأشكال آدمية البعض منها منقوش وملون، كما تم العثور على عدد من التوابيت الخشبية الملونة وعدد من المومياوات في حالة ممتازة من الحفظ وبعض التماثيل الحجرية والخشبية، كما تم العثور على إحدى البرديات.
وأقام المجلس الاعلي للآثار احتفالية بالمنطقة بحضور كلا من الدكتورة غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد محمود ابوزيد، نائب محافظ المنيا، واتلدكتور مصطفي وزيري، رئيس المجلس الاعلي للآثار، ورئيس البعثة، والدكتور جمال السمسطاوي، رئيس منطقة آثار مصر الوسطي.