تصميمه من قبل المكتب العربي يمزج بين عناصر الروحانية والحداثة والاستدامة
أعلن مهرجان العمارة العالمي (WAF)، أكبر برنامج جوائز معمارية من نوعه في العالم يقوم بالتحكيم المباشر لمشاريع المتأهلين، مؤخّراً، عن المشاريع الفائزة بجوائزه المرموقة لعام 2024،
حيث حصد مشروع “مسجد رتال” جائزة في فئة المشاريع المستقبلية: دخول المسابقة، وهو أحد المشاريع المعمارية المبتكرة التي ينفّذها المكتب العربي للاستشارات الهندسية.
وخلال فعالية مباشرة أقيمت في سنغافورة، اختارت لجنة مكونة من 175 خبيراً في المجال، المشاريع الفائزة في 43 فئة، من بين أكثر من 480 مشروعاً معمارياً مبتكراً قُدّمت من 71 دولة.
وباعتباره أحد أبرز الفعاليات العالمية في مجال العمارة والتصميم، يكرّم مهرجان العمارة العالمي (WAF) المشاريع التي تتحدّى معايير التصميم التقليدية، وهو ما يبرز بوضوح في مشروع مسجد رتال، الذي يعيد تعريف تجربة المساجد لتواكب العصر الحديث.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي للمكتب العربي، م. طارق شعيب: “فخورون جداً بحصولنا على هذه الجائزة العالمية المرموقة، والتي تعتبر دليلاً على جهودنا الحثيثة للارتقاء بمفهوم العمارة على المستوى الدولي.
هذا التتويج يعكس التفاني والإبداع والقيم التي يتّبعها المكتب العربي لابتكار تصاميم مشاريع تتماشى مع أعلى معايير الجودة العالمية”.
ويعتبر مسجد رتال أحد الرموز المميزة في قلب مدينة نساج تاون II في الدمام، بالمملكة العربية السعودية، حيث يعيد هذا المشروع تعريف مفهوم المسجد، إذ لا يقتصر على كونه مكاناً يوفر مساحات هادئة للمصلين للعبادة فحسب، بل يعتبر منارة للاستدامة والجمال والتصميم الموجه لخدمة المجتمع.
ويتميّز مشروع مسجد رتال، بأنه جوهرة منحوتة ومجهزة بأروقة ومساحات متناسقة للصلاة، وواحة هادئة توفر أجواء من الراحة النفسية والروحية للتأمل تفصل المصلي عن العالم الخارجي لتتاح له فرصة العبادة والسكينة.
وأضاف شعيب: “كانت رؤيتنا أن نصمّم مسجداً يراعي التراث والقيم الإسلامي وقيم المجتمع وفي الوقت نفسه يكون خارجاً عن نطاق المألوف ويرتقي بمفهوم تصميم المساجد.
أردنا لمشروع مسجد رتال أن يجسّد التجربة الروحية بحد ذاتها. إن دخول المسجد يجب أن تكون تجربة محورية، كأنها خطوة إلى ملاذ هادئ حيث يتباطأ العالم الخارجي وتبدأ السكينة الروحية”.
ويوفر الجزء الداخلي من المسجد ملاذاً هادئاً، ويضم مساحات منفصلة للصلاة للرجال والنساء. يضمّ المبنى المرتفع قاعة صلاة للرجال، مما يوفر مساحة هادئة وخاصة للتأمل والصلاة. بالمقابل، تعتبر قاعة النساء الموجودة في الطابق الأرضي مساحة مفتوحة وجذابة،
وهي مكان مثالي للعبادة المشتركة. يعمل التفاعل بين الضوء والماء والمظلة الدوارة، الموجهة نحو القبلة، على تعزيز بيئة تأملية وراقية روحياً.
وفي إطار رؤية شركة رتال “نبني للأجيال” واستلهاماً لمعايير نظامي (LEED) و(WELL)، دمج المكتب العربي الفن المعماري المستدام في كل جانب من جوانب التصميم.
ومن أهم جوانب التصميم المستدام للمسجد هيكله المظلل ذاتياً، والذي يحجب أشعة الشمس ويقلّل امتصاص الحرارة، مما يوفر حلول تبريد للحرارة الداخلية ويقلّص استهلاك الطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تصطف الأشجار على طول الفناء وتمتدّ إلى الحديقة العامة داخل محيط المسجد، كما تعمل البرك العاكسة وعناصر المياه على تبريد الأجواء، مما يقلل الحاجة إلى أنظمة التبريد الاصطناعي.
ويعكس تصميم المسجد مفهوم الاستدامة من خلال إعادة استخدام المياه. حيث تتم تصفية مياه الأمطار التي يتم جمعها من الفناء المنحدر بلطف وإعادة تدويرها لاستخدامها في النوافير والري. ويعزّز هذا النهج المبتكر دور المسجد كمركز مجتمعي مخصص لرعاية البيئة.
واختتم شعيب قائلاً: “يجسّد مسجد رتال مستقبل العمارة الدينية، حيث يمزج بشكل سلس بين الحداثة والتراث الثقافي والروحي. وتؤكد هذه الجائزة التزام المكتب العربي بإنشاء مساحات تخدم المجتمعات وترتقي بالإنسان وتهتم بالبيئة”.
