أخبار عامة

فيليب موريس إنترناشونال تسلّط الضوء على التحول الثقافي والرقمي في بيئة العمل

أكد ستين يورتهولم، نائب الرئيس للموارد البشرية والثقافة المؤسسية في منطقة جنوب شرق آسيا ورابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة فيليب موريس إنترناشونال، أن التحول الجذري الذي تشهده الشركة نحو مستقبل خالٍ من التدخين لا يقتصر على تطوير المنتجات فحسب، بل يمتد إلى إعادة صياغة ثقافة العمل وتطوير الكفاءات، وتعزيز روح الشغف والتعلّم المُستمر لدى الموظفين داخل الشركة. وذلك خلال مشاركته في أعمال القمة السنوية لتكنولوجيا الموارد البشرية في السعودية 2025 التي استضافتها مدينة الرياض يومي 3 و4 نوفمبر.

وتحدث يورتهولم عن مسيرته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في الشركة، والتي تنقّل خلالها بين تسع دول ومجالات متعددة بدأت بالتسويق والمبيعات، ثم الإدارة العامة، وصولًا إلى مجال الموارد البشرية، وقال إن هذا التنوع الثقافي والمهني مكّنه من فهم جوهر الشركة العالمي، وفي الوقت ذاته تقدير الخصوصية المحلية لكل سوق من الأسواق التي تعمل بها. وأضاف: “كل فرد لديه ما يقدّمه، فتنوع الآراء والخبرات هو ما يصنع القرارات الأكثر حكمة واتزانا.”

التعلّم المستمر والتكنولوجيا في خدمة الإنسان


وفي حديثه عن التحول الذي تقوده “فيليب موريس إنترناشونال” نحو مستقبل خالٍ من التدخين، أوضح يورتهولم أن هذا التغيير يتطلب قدرًا كبيرًا من المرونة والفضول، مُشيرًا إلى أن التعلم في عصرنا لا يعد حدثا مُنفصلا بل كان نتيجة عملية مستمرة مدى الحياة. ما يعكس تحوّل الشركات اليوم من نماذج العمل التقليدية إلى ثقافة ديناميكية تعتمد على تطوير المهارات بشكل مستمر لضمان القدرة على مواكبة التغييرات المتسارعة.

وقال: “نعمل على بناء ثقافة تعلم مستدامة، تجمع بين استقطاب خبرات جديدة من الخارج وتنمية مهارات موظفينا الحاليين من خلال برامج تطوير شاملة، وكان هذا ضروريًا لمساعدة الناس على الانتقال من وضعهم الحالي إلى ما يطمحون إليه، لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في هذه الرحلة، لكننا لم ننتهِ بعد، وربما لن ننتهي أبدًا لأننا سنواصل التطور.”


وتناول يورتهولم الدور المتنامي للتقنيات الحديثة في دعم بيئة العمل، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُنظر إليه كبديل للإنسان، بل كأداة تمكن الأفراد من تحقيق تفاعل أكثر عمقًا وإنسانية. وأضاف: “نحن نسعى إلى جلب الذكاء الاصطناعي وتسخيره في خدمة البشر، لا لأن يكون بديلاً لهم، والسؤال هو كيف يمكن إطلاق العنان لإمكاناتنا باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ وفي سبيل ذلك، سنظل بحاجة إلى البشر، لأننا في النهاية سنبقى بحاجة ماسة غلى مواصلة التفاعل البشري والإنساني. ومن الممكن أن نستغل التكنولوجيا بشكل أفضل عبر بناء علاقات أكثر فاعلية وإنسانية في مكان العمل.”

قيم فيليب موريس انترناشونال وروح التماسك المؤسسي


وأشار يورتهولم إلى أن الشركة وضعت ما يُعرف بـ “قيم العمل الأساسية في شركة فيليب موريس إنترناشونال” (PMI DNA) والذي يقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية وهي: “نحن نهتم”، “نحن أفضل معًا”، و”نحن نصنع التغيير”. وهذه المبادئ، بحسب يورتهولم، تعبر بصدق عن الشركة بصفتها منظمة عالمية، تتنوع ألسنة وثقافات العاملين بها، لكنهم ينبضون بقلب واحد، وقد تختلف طرق تعبيرهم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا والشرق الأوسط، غير أن القيم التي تجمعهم تظل ثابتة، وتشكل خيطًا إنسانيًا واحدًا يربط بينهم مهما تنوعت بيئاتهم وأساليبهم.

وهذه القيم التي ذكرها يورتهولم ليست مجرد شعارات، بل هي نبض يومي يوجّه كل قرار ويتغلغل في كل تفاعل بين الموظفين، ما يحوّل الثقافة المؤسسية إلى قوة دافعة للابتكار والتغيير.

وفيما يتعلق بمستقبل التقنية والموارد البشرية، شدّد يورتهولم على أن الاستعداد للتغيير يبدأ بالعقلية، موضحًا أن التحولات التقنية لن تتوقف، وأن على المؤسسات بناء ثقافة تستقبل التغيير بفضول ورغبة في التعلم، لا بخوف أو مقاومة. وأضاف ” سيبقى الإنسان في قلب كل عملية، فالتفاعل البشري هو ما يولد الإبداع ويعزز الانتماء ويقود إلى الابتكار.”

واختتم يورتهولم حديثه قائلاً إن التواصل وتبادل الخبرات هما ما يميز بيئة العمل الناجحة، وإن كل حوار يمنح فرصة للتعلم المُتبادل والفهم الأعمق لبعضنا البعض، مشيرًا إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لبناء مؤسسات أكثر إنسانية وابتكارًا، ما يوضح أن بناء مؤسسات حية لا يقتصر على العمليات والسياسات، بل ينبع من كل مُحادثة، وكل فكرة تُشارك، وكل جهد مشترك يرسّخ روح التماسك والتعاون.

أبرز الرسائل الرئيسية


• التحول في فيليب موريس إنترناشيونال يشمل المنتجات والثقافة المؤسسية مع التركيز على التعلم المستمر وتطوير الكفاءات.
• التنوع الثقافي والمهني يشكل قوة للإبداع والقرارات الأكثر حكمة.
• التعلم المستمر والفضول ضروريان لمواكبة التحولات في بيئة العمل الحديثة.
• الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة للإنسان لتعزيز التفاعل والإبداع، وليس بديلاً عنه.
• قيم العمل الأساسية للشركة تضمن التماسك والتعاون عبر الثقافات المختلفة.
• العقلية المنفتحة والانفتاح على التعلم هما مفتاح التكيف مع التغيير والابتكار المستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى