بقلم : فرح ماسي
أليسَـت المَشـاعر تتطَلب جُهـدًا أيضًا ، التّعَامُـل معَـها بـ جسدٍ واحِد لا تَكفـي!
مـاذا عَـن الأعمَال الأخـرى التي لا أستَطِيعُ التَّعـامُل معها ولا أعتَـقِدُ أنـني أستَطِيـعُ فِعلـها ولكـن يجب عَلـي فِعلـها عَـلى أيةِ حَـال مِن أجـل الأخَـرِين!
مـاذا عـنّي ألا أحتَـاجُ مَن يُخبِـرني أنّ كُـل شَئ سيكُـون عَـلى ما يُرام؟ التّعَـامُل مع الأعمَـال والواجِبـات والاستِمَـاع إلى هذَا وهَـذا وافعَـلي هذا ولا تفعَلـي هذا ، انظُـري إلى الآخرِيـنَ الذِيـنَ بـ عُمركِ يفعَلـونَ هذا وهَذا!!
أليـس هذا كَثير لشَخـص يمتَلـكُ جَسدًا واحِـدًا فقَـط لـيتحمّل القِـيل والقَال؟
مِنَ الصّـعب أن تعِيـشَ تحت ضَغط يكُـون مِن طَرف كنتَ اعتَبرتُـهم المُقَرّبيـنَ إليكَ ، كنتَ قَد اعتقَدتَ أنّهـم يفهَمُـونَكَ أكثٌَر من غَيٌرك.
جِهَـة يُخبِرُكَ أن تجتَهِـد في الدّراسَـة.
وجِهَة يُخبِركَ أن تُحسِـن التّصَـرف أمام الآخريـن وأن تكُـون ذُو سلـوك جَيد كَـي لا يتحَدّثـون عنكَ بـ كلمات مُسيئة.
وجِهَة أخـرى يقُـول أفعَل هذا ولا تفعَـل هذا!
إذًا ماذا عَن نفسـي؟
ألا أستَطِيعُ أن أفعَـل ما يجعَلنـي سَعِيـدة عَلى الأقَـل لـ مرّةٍ واحِدَة عَلى الأقَل؟ هَـل ما أطلبُـه كَثيـر؟
هَـل ولدتُ لـ أُرضِـي الآخَريـن وأُلبّـي رغبَاتُـهم؟
جَسـدٌ واحِد يتَعـامل مع ضغُـوط المَدرسَة وواجِبَاتِـه والمَنـزل الذي مـنَ المُفتَـرض أن يكُـون مكَانًـا يستَـريحُ فِيه الإنسَـان من بعَد يُـوم شَاق ومُتعِـب؟
ماذا إن كَان للمَشَاعـر جَسد ، وللعمَل وضُغوطاتِـهِ جَسد ، وللنّـوم والرّاحَـة جَسد؟
هَل هذا سيجعَلُـنا أفضَـل؟
أنا أيضًـا لا أعتَقِـد ذَلكَ! ، لمَاذا؟ لأنَّـنا بَـشَـر.
أنَـا بخَـير! استَطعـتُ التَّعـامل مع الأشَيـاء التي اعتَقدتُ أنني لـن أستَطِيـعُ فـعلها حتّى مِن دُونِ دعـم إحدى المُقَـرّبين منـي ، يكفِـي أنني سَعِيـدة وأفعَـل وما يجعَلني أشعُـر بالسّـعادة مع حَقِيقَـة أنّهُـم ينتَقِـدوني طَـوال الوَقت!
علمتُ أنَّ البَشر أقوى مما كنت أعتَقِد يستَطِيعُـون تحمّـل مشَاق الحَيـاة وأحدَاثِـه المُفاجِئة وهُـم يمَتلكُـونَ جسَـدًا واحِدًا فقَط.
حتّى مع حَقِيقـة أنّ مِن المُمكـن حدُوث أشيَـاء لا تتوقّعُها يستَطِيعُـون التَّعامُـل معـهُ ويستَحمِلـونَ ذَلك.
نحـنُ نستَطِيع ، سنَجِـدُ دائِمًـا طَرِيقَة لنُحِلَّ بِـها الأمُـور ما دُمنا مُؤمنِيـن أنّ كُلّ ما يحـدُث مَكتُوبًـا مُسبَقًـا.
~ أنت يَـا مَـن يشعُـر بالعَجـز مِنَ التّعَامُـل مع أمُـور الحَيَـاة ومشَقّـاتِهِ “لا تقَلـق وراء كُـلّ تعَب ومَشقّة نجَـاحٌ مُشـرق” اصبر ولا تستَسلـم أنت لهَـا وتستَطِيـع فعلها ، أنت قَـوي.
