ظهور عدوى تنفسية شائعة تثير القلق في مصر.. هل هي سلالة جديدة؟
هل نحن أمام متحور كورونا جديد
هل فعلاً هناك متحور جديد يا جماعة؟»… في الوقت الذي أعرب فيه بعض المصريين عن قلقهم من احتمال انتشار متحور جديد لفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد – 19)، أكدت وزارة الصحة المصرية عدم رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات جديدة غير معروفة.
كما سادت حالة من القلق بين أولياء الأمور بعد وفاة طالبتين في المرحلة الابتدائية بمحافظة بورسعيد (شمال شرقي القاهرة). حيث عبَّرت مجموعات من الأمهات وأولياء الأمور عبر تطبيق «واتساب» ووسائل التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من وجود متحور جديد لفيروس «كورونا» قد يكون سبباً في وفاة التلميذتين، مطالبين المسؤولين باتخاذ إجراءات لحماية سلامة الطلاب. ومع ذلك، أوضحت التقارير المحلية لاحقاً أن سبب الوفاة كان نتيجة توقف عضلة القلب وهبوط في الدورة الدموية.
خلال الأيام الأخيرة، انتشرت أنباء عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا في مصر، مما أدى إلى تداول رسائل تحذيرية عبر العديد من صفحات التواصل الاجتماعي ومجموعات تطبيق واتساب، مما أثار حالة من الهلع والقلق بين المواطنين. فما هي الحقيقة وراء ذلك؟ وما سبب زيادة حالات الإصابة بنزلات البرد في الوقت الحالي؟
في هذا السياق، نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية، وجود أي متحور جديد لفيروس كورونا في مصر، مشيراً إلى عدم رصد أي نوع جديد من الفيروسات أو متحورات لكورونا سواء من الناحية الإكلينيكية أو الطبية أو حتى من خلال الفحوصات.
وأضاف الدكتور تاج الدين أن الحالات التي نشهدها حالياً، سواء في مصر أو في دول أخرى، هي مجرد نزلات برد عادية، ولكن تختلف شدتها من شخص لآخر بناءً على مناعته وعمره. فالتأثير يختلف بين الأطفال والشباب وكبار السن، وكذلك بين الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
أكد مستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية أنه في حال تم رصد أي متحورات أو فيروسات جديدة، سيتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة. وأوضح أن الفيروسات التنفسية التقليدية هي السائدة حالياً، وأن الإصابة بنزلات البرد تعتبر أمراً طبيعياً يتكرر سنوياً في نفس الفترة نتيجة لتغير الفصول. ونصح أي شخص يعاني من نزلات البرد أو الإنفلونزا بالراحة في المنزل لمدة ثلاثة أيام، وتناول السوائل الدافئة، والحرص على عدم الاختلاط بالآخرين، وارتداء كمامة طبية حتى الشفاء. وفي حال استمرار أو تفاقم الأعراض، يُنصح باستشارة طبيب مختص.
ظهور عدوى تنفسية شائعة تثير القلق في مصر
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان أنه لا صحة لما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر مجموعات الواتس آب، بشأن وجود فيروسات مجهولة تصيب الجهاز التنفسي وتؤدي إلى الوفاة. وأكدت الوزارة عدم رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات جديدة، كما لم يتم تسجيل أي زيادة في أعداد الإصابات بالفيروسات التنفسية أو معدلات التردد على المستشفيات في هذا الوقت من العام مقارنة بالأعوام السابقة.
أفادت الوزارة بأن الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في جمهورية مصر العربية يتم رصده بشكل مستمر من خلال الترصد الروتيني للأمراض التنفسية الحادة لدى الحالات التي تتردد على المستشفيات أو المحجوزة فيها. يشمل هذا الترصد جميع المستشفيات البالغ عددها 542 مستشفى في مختلف المحافظات. كما يتم متابعة الوضع الوبائي من خلال 28 موقعًا مختارًا لرصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض المشابهة للإنفلونزا، موزعة جغرافياً على 14 محافظة.
وأوضحت الوزارة أنه يتم أخذ مسحات من الحالات المشتبه في إصابتها، وفحصها في المعامل المركزية والإقليمية بالمحافظات، بهدف التعرف على مدى انتشار الفيروسات التنفسية وأنواعها. وأشارت إلى أن فصل الشتاء هو أكثر الفصول التي تشهد انتشار الفيروسات التنفسية، مثل الإنفلونزا وفيروسات نزلات البرد، حيث تزداد حالات العدوى عادةً بين شهري نوفمبر ومارس. وتساهم عدة عوامل في زيادة انتشار الفيروسات خلال هذه الفترة.
كشف الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، عن حقيقة تأثير البرد المنتشر حاليًا في مصر.
وأوضح حسني أن انتشار البرد في الوقت الراهن هو أمر طبيعي يحدث مع تغير الفصول كل عام، سواء قبل أو بعد جائحة كورونا.
وأشار إلى أن فيروس كورونا لا يزال موجودًا، لكنه يظهر الآن بشكل أقل حدة مقارنة بالماضي. كما لفت إلى أن هذه الفترة تشهد انتشار مجموعة متنوعة من الفيروسات الموسمية، وليس نوعًا واحدًا فقط.
وأضاف أن الأعراض المرتبطة بهذا البرد تشمل السعال وآلام الجسم، لكنها لا تمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.
أكد رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا على أهمية ارتداء الكمامة وتجنب الخروج في حالة الإصابة، وذلك للحد من انتشار الفيروسات. وأضاف: “ارتداء الكمامة ليس عيبًا، ولا أفهم لماذا يعتبر البعض في الثقافة المصرية أن ارتداءها عيب”.
وكشف الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، عن تفاصيل ظهور المتحور الجديد لفيروس كورونا المعروف باسم “XEC”، وذلك بعد التحذيرات العالمية بشأن سرعة انتشاره.
اختلاف وتباين في الاراء
وأوضح الدكتور أمجد الحداد أن المتحور الجديد ناتج عن سلالات متحور أوميكرون، الذي يتميز بسرعة انتشاره الكبيرة ويؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، مشيرًا إلى أن أعراضه لا تختلف عن الأعراض السابقة.
وأضاف: “تشمل أعراض المتحور الجديد لفيروس كورونا الرشح والسعال وارتفاع درجة الحرارة، ولا يزال هذا الأمر قيد الدراسة. كما أن الوفيات الناتجة عنه ليست مرتفعة مقارنة بالمتحورات السابقة”. وأكد أن الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا تبقى ثابتة في جميع المتحورات، وأهمها ارتداء الكمامات، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والإنفلونزا، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وفيما يتعلق بالفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمتحور الجديد، أوضح الحداد أن كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال هم الأكثر تأثراً، وذلك يعود إلى ضعف المناعة لديهم. لذا، نحث المواطنين دائماً على الحصول على اللقاحات، نظراً لدورها الفعال في تعزيز الجهاز المناعي ضد الفيروسات التنفسية.
نفى الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، الشائعات المتعلقة بظهور متحور جديد لفيروس كورونا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن المتحور لا يمكنه البقاء في درجات الحرارة المرتفعة، مما يعني أنه لا داعي للقلق، والأمور تسير بشكل مطمئن. كما دعا المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب التعرض لضربة الشمس.
وأضاف أن إهمال تنظيف فلاتر التكييف يؤدي إلى انتشار الأتربة في الغرف المغلقة، مما يؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي للأفراد، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا. وأكد على أهمية إجراء صيانة دورية للتكييفات، نظرًا لاستخدامها المكثف خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى ضرورة تهوية الغرف في أوقات مختلفة من اليوم.
نصح رئيس لجنة الصحة المواطنين بضرورة ارتداء الملابس القطنية، وشرب كميات وفيرة من الماء غير المثلج، والابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس الحارقة.
وفيما يتعلق بما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول كون نزلات البرد الحالية ناتجة عن متحور جديد لفيروس كورونا، أوضح الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية بهيئة المصل واللقاح، أن هناك متحورًا عالميًا جديدًا لكورونا، إلا أن الوضع في مصر لا يزال ضمن النسب الطبيعية للفيروسات التنفسية الشائعة، مثل الإنفلونزا، والفيروس الغدي، والفيروس المخلوي، بالإضافة إلى فيروس كورونا الذي لا يزال موجودًا.
وأضاف أنه لا توجد حتى الآن أي دلائل تشير إلى وجود متحور جديد لكورونا أو فيروس جديد داخل مصر.
وأشار إلى أن مصر تشهد في هذا الوقت من كل عام انتشارًا للفيروسات المعتادة، مثل الفيروس الغدي ونزلات البرد والإنفلونزا، بنفس الأنماط ومعدلات الانتشار والأعراض.
أكد عدم وجود أي زيادة في معدلات ظهور الفيروسات التنفسية في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن التحورات الأخيرة لفيروس كورونا جعلته أقل شدة وأقرب إلى أعراض نزلة البرد. كما جدد التأكيد على عدم وجود أي فيروس جديد طارئ أو أعراض جديدة حتى الآن، مشيرًا إلى أن علاج الفيروسات التنفسية الشائعة يعتمد على الراحة، وخافضات الحرارة، وفيتامين “سي”، حتى يتمكن المريض من التعافي بشكل طبيعي من خلال مناعته. وشدد على أن استخدام المضادات الحيوية لعلاج الفيروسات يعد من الأخطاء الكبيرة.