دراسة إيكولاب “ووترمارك 2025” تكشف عن تنامي الثقة في السعودية بأمن المياه في ظل قيادة الذكاء الاصطناعي لحقبة جديدة من الاستدامة
النتائج تشير إلى تراجع المخاوف المرتبطة بالمياه، وارتفاع مستوى الثقة بالقدرات الوطنية، مع الدعوة لمزيد من الشفافية واعتماد الحلول التقنية الحديثة
أعلنت إيكولاب، الشركة العالمية الرائدة في مجال الاستدامة والتي تقدم حلول وخدمات المياه، اليوم عن أبرز النتائج ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية، وذلك من دراستها السنوية الثالثة “إيكولاب ووترمارك”، والتي تتناول اتجاهات الرأي العام على مستوى العالم حول قضايا المياه، والمناخ، والإدارة المسؤولة للموارد.
وتكشف نتائج هذا العام عن تزايد ثقة المستهلكين في السعودية بقدرة المملكة على مواجهة تحديات المياه، في ظل الاستثمار الوطني والابتكار المتسارع، وتعزيز الثقة كذلك في الجهود التي تتخذها الحكومة وقطاعات الأعمال على حد سواء. كما تُبرز الدراسة دور الذكاء الاصطناعي في صياغة مرحلة جديدة من مسيرة الاستدامة، وما يقدّمه من فرص وتحديات فيما يتعلق بالاستخدام المسؤول وإدارة الموارد الطبيعية الحيوية.
الذكاء الاصطناعي: آفاق جديدة لاستدامة المياه
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية في مختلف القطاعات حول العالم، وتحرص المملكة العربية السعودية على ترسيخ مكانتها في طليعة هذا التحول الرقمي. وبحسب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، من المتوقع أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 12% من إجمالي الناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2030، ليصبح بذلك أحد ركائز أجندة الابتكار الوطنية.
غير أن هذا التحول يفرض تحديات جديدة على الموارد الطبيعية، أهمها الطلب المتزايد للذكاء الاصطناعي على الطاقة والمياه. فمراكز البيانات، وهي المحرك الرئيسي للبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، تعتمد بشكل كبير على المياه للتبريد، ما يُؤكد أهمية الإدارة الذكية للمياه لضمان توافق التطور التقني مع أهداف الاستدامة.
ومع مواصلة المملكة العربية السعودية تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ترصد دراسة “إيكولاب ووترمارك” لهذا العام تغير الاتجاهات العامة ونظرة الجمهور فيما يتعلق بالتكنولوجيا والاستدامة:
- 70% من المستهلكين في السعودية يعتقدون أن على الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد الطبيعية بمسؤولية، مما يُشير إلى تزايد الثقة بدور التكنولوجيا في الاستدامة.
- 55% يدركون ارتباط تقنيات الذكاء الاصطناعي باستهلاك المياه، مقارنة بنسبة 69% ممن يفهمون احتياجاتها من الطاقة، ما يُبرز فجوة الوعي حول البصمة المائية للذكاء الاصطناعي.
- 70% يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له أثر إيجابي على المجتمع، ما يُؤكد ثقة الجمهور بمستقبل المملكة القائم على الابتكار.
ويقول ستيفان أومياستوفسكي، النائب الأول للرئيس والرئيس التنفيذي لشركة إيكولاب في الهند والشرق الأوسط وإفريقيا: “الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل آليات العمل في مختلف الصناعات، ويُتيح آفاق هائلة، لكن نجاحه يعتمد على الاستخدام المسؤول. فالإدارة الذكية للمياه تضمن أن تسهم الابتكارات في تعزيز مواردنا، وليس استنزافها. وباستخدام البيانات والقدرات الرقمية، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في حل الضغوط نفسها التي يُحدثها”.
قيادة الجهود الوطنية لتعزيز مرونة منظومة المياه
تعكس نتائج الدراسة أجندة الاستدامة للمملكة العربية السعودية، حيث تسلط الضوء على دور المبادرات الوطنية، مثل الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، ورؤية 2030، في تعزيز التفاؤل العام، ومواءمة النمو الاقتصادي على المدى الطويل مع الحفاظ على البيئة.
ووفقاً لدراسة “إيكولاب ووترمارك”، تتزايد الثقة في القدرة على معالجة التحديات المتنامية للمياه:
- 78% من المستهلكين في السعودية يعتقدون أن ندرة المياه يمكن التعامل معها بفعالية، مما يعكس تفاؤلاً قوياً بأن الابتكار والتعاون قادران على تأمين مستقبل المياه في المملكة.
- 37% يعبّرون عن قلقهم بشأن الوصول إلى المياه في 2025، بانخفاض عن 48% في عام 2024، و 51% في عام 2023، ما يشير إلى تراجع مستوى القلق العام مع التقدم في تدابير المرونة والتكيف مع التحديات.
وخلال العقد الماضي، استثمرت المملكة بشكل كبير في تعزيز مرونة منظومة المياه، لتقدّم بذلك نموذجاً يُحتذى للمناطق الأخرى التي تعاني من تحديات مشابهة. ومع توقعات الأمم المتحدة بارتفاع الطلب العالمي على المياه بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050، يضع هذا الالتزام المملكة في طليعة جهود الاستدامة العالمية.
وفي عام 2025، تجلّت ريادة المملكة العربية السعودية في مجال استدامة المياه من خلال إنجازين بارزين، فقد حصلت المملكة على اعتراف لجنة الأمم المتحدة للمياه كنموذج عالمي للتميز في إدارة المياه، والتقدم نحو الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة. كما ساهم إطلاق المنظمة العالمية للمياه في الرياض، بعد إعلانها في 2023، في تعزيز دور المملكة في دعم مسيرة الابتكار والمرونة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه حول العالم.
وأضاف أومياستوفسكي: “في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، تعمل المملكة العربية السعودية على تحويل تحديات المياه من عائق إلى حافز للتقدم. هذه القيادة الثاقبة تُلهم ثقة متزايدة بإمكانية حل تحديات المياه، وتحويل الندرة إلى فرصة، مع ترسيخ مكانة المملكة كنموذج عالمي للمرونة المستدامة”.
تزايد التوقعات بشأن جهود الشركات
تُظهر دراسة “إيكولاب ووترمارك 2025” تزايد التوقعات العامة تجاه قيادة الشركات للجهود والمبادرات في مجال الاستدامة:
- 77% من المستهلكين في السعودية يعتقدون أن على الشركات الاستثمار في تقنيات تقلل من أثر التغير المناخي على المياه.
- 66% من البالغين في السعودية يعتقدون أن الشركات، و 74% يعتقدون أن الحكومة، تعمل على تقليل استهلاك المياه، وإعادة استخدامها وتدويرها ضمن عملياتها، وهي نسب تفوق المتوسط العالمي.
- 53% يثقون بقدرة الشركات على استخدام المياه لتشغيل عمليات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ودون رقابة.
- 75% من البالغين يعتقدون أن الحكومة ملتزمة بالحفاظ على الموارد المائية، مقارنةً بـ 63% ممن يقولون الشيء نفسه عن الشركات، مما يُظهر أن هناك فجوة مستمرة في الثقة.
- 74% يرغبون في معرفة المزيد عن الممارسات المسؤولة للشركات في مجال استخدام المياه، مما يُشير إلى تزايد الطلب على الشفافية والنتائج القابلة للقياس.
وتمثّل هذه المشاركة التفاعلية المتزايدة فرصة كبيرة للشركات من أجل قيادة المرحلة القادمة بوضوح ومساءلة وابتكار.
قوة الشراكات
يتطلب بناء القدرة على التكيف مع أزمة المياه تعاوناً بين الحكومة وقطاعات الأعمال والجهات المعنية في المجتمع. وتُبرز دراسة “إيكولاب ووترمارك” توافقاً عاماً واسعاً بشأن هذه المسؤولية المشتركة:
- 72% من البالغين في السعودية يعتقدون أن على الحكومة إعطاء الأولوية للعمل المناخي.
- 73% يعتقدون أن على الشركات القيام بذلك أيضاً، وبالتالي اتباع نهج موحّد لتحقيق النمو المستدام.
وأضاف أومياستوفسكي: “تُظهر المملكة العربية السعودية كيف يُمكن للاستدامة أن تتماشى مع مسيرة النمو، ليس كهدفين متوازيين، بل كهدف واحد. ومن خلال التعاون القائم على البيانات بين الحكومة والقطاع الخاص، تُحوّل المملكة رؤيتها للاستدامة إلى نتائج ملموسة. تركيزنا الآن ينصب على قياس ما هو مهم، وتسريع وتيرة التقدم، وضمان أن تُصبح كفاءة استخدام المياه ميزة تنافسية أساسية للمملكة العربية السعودية والمنطقة ككل”.
ويعتمد التزام إيكولاب تجاه المملكة العربية السعودية على خبرتها المحلية العميقة وابتكاراتها النوعية. وتستضيف المملكة أحد مراكزها العالمية الستة للبيانات (EICs)، والتي تربط المنشآت الصناعية في جميع أنحاء المملكة بشبكة إيكولاب العالمية لأفضل الشركات أداءً من خلال البيانات والتحليلات اللحظية.
كما تتعاون إيكولاب مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) لدعم أبحاث المياه، وتطوير حلول مخصصة تواكب الظروف البيئية المحلية.
أجرت شركة “مورنينغ كونسلت” دراسة “إيكولاب ووترمارك 2025” في مارس 2025، وشملت عينة من البالغين في جميع أنحاء آسيا باسيفيك، والصين، وأوروبا، وأميركا اللاتينية، والهند/الشرق الأوسط/إفريقيا، والولايات المتحدة الأميركية، لتقدم رؤى عالمية لتصورات الجمهور العام حول دور المياه في المناخ والابتكار والأعمال.
لاستكشاف الرؤى العالمية والخاصة بكل بلد، يرجى بزيارة: watermark.ecolab.com

