مقالات

تعزيز التبادل الثقافي وتعزيز حوار الحضارات

بقلم: باي يوي وجيه إعلامي صيني

في خطابه الرئيسي، خلال حفل افتتاح القمة الأولى بين الصين والدول العربية، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ضرورة تعزيز التبادل الحضاري، وتعزيز الفهم والثقة.

يتميز الخطاب الرئيسي بمحتواه الغني والصادق، ويحمل  نبرة لتعزيز روح الصداقة بين الصين والدول العربية وتعزيز التبادل الحضاري بينهما،

ويوضح الاتجاه المستقبلي للعلاقات بين الصين والدول العربية، ويشير إلى السعي المشترك للتقدم والتطور.

بناء نقاط تواصل جديدة في التعاون اللغوي والثقافي

في السنوات الأخيرة، شهدت الدول العربية تزايدا مستمرًا في “تعلم اللغة الصينية”، حيث يتمكن المزيد والمزيد من الشعب العربي من كتابة الحروف الصينية والتحدث باللغة الصينية.

حتى الآن، قد قامت 4 دول عربية، وهي السعودية ومصر والإمارات وتونس، بإدراج اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطنية.

حيث ذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية أن وزارة التعليم السعودية قدمت سلسلة من التحفيزات لتشجيع تعلم اللغة الصينية.

على سبيل المثال،

سيتم اعتبار مشاركة الطلاب في دورات اللغة الصينية كخدمة تطوعية؛ ستختار وزارة التعليم الطلاب المتميزين على مستوى البلاد وتكرمهم، وستقدم لهم فرصًا للدراسة والبحث في الصين كمكافأة.

وفي المستقبل،

ستقوم الصين بتنفيذ تعاون تعليم اللغة الصينية مع 300 مدرسة كبيرة ومتوسطة وصغيرة في الدول العربية. ومن المخطط إنشاء 300 فصل دراسي ذكي لتعليم اللغة الصينية،

وتوفير 3000 فرصة لمخيم “جسر الصينية” خلال فصل الصيف (والشتاء)، وإنشاء مركز اختبار لتعلم اللغة الصينية وفصول دراسية لغة صينية عبر الإنترنت.

وسيتم عقد منتدى لغوي وثقافي بين الصين والدول العربية، وإنشاء مكتبة ثنائية اللغة لتبادل الثقافة والمعرفة بين الشعبين.

إن إنشاء هذه النقاط الجديدة في التعاون اللغوي والثقافي سيعزز بشكل كبير الأساس الذي يقوم عليه التقدير التقليدي والتبادل الودي والتعلم المتبادل بين الصين والدول العربية.

يعمل الشباب الصيني والعربي معًا لخلق مستقبل مشرق

في السنوات الأخيرة، أصبحت رغبة الشباب الصيني والعربي في تعزيز التبادل أكثر إلحاحًا. وقد تم تضمين العمل المشترك للشباب في “”الأعمال الثمانية المشتركة “

الذي اقترحه الرئيس شي جين بينغ: ستقوم الصين بتنظيم منتدى لتطوير الشباب بين الصين والدول العربية، وبدء “خطة التعاون بين 10 جامعات صينية و10 جامعات عربية”؛

كما ستدعو 100 باحث شاب عربي للقيام بأبحاث علمية في الصين، وتدعو 3000 شاب للمشاركة في التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية،

وتدعو 10ألاف خبير عربي للمشاركة في التدريب المهني في مجالات الحد من الفقر والصحة والتنمية الخضراء؛ كما ستعمل على تعزيز إنشاء ورش العمل اللوبانية في الدول العربية.

بالإضافة إلى ذلك، نظمت سلسلة من الفعاليات التبادلية الودية التي شارك فيها الشباب الصيني والعربي، مثل حوار الشباب الصيني العربي، وبرنامج سفراء الشباب الصداقة الصينية العربية،

ودروس “حوار محطة الفضاء الصينية” عبر الإنترنت. كشباب يحملون راية الصداقة التقليدية والتعاون الودي، يضفي الشباب الصيني والعربي حيوية الشباب المستمرة على تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية، ويظهرون المسؤولية والتزامهم بمواكبة العصر.

تشهد التبادلات الثقافية تطورًا شاملاً وبأوجه متعددة 

في 26 أبريل 2024، أُقيمت ندوة تبادل الشباب للتعرف على الحضارات الصينية والمصرية في الأقصر بمصر، وشارك في الفعالية أكثر من 150 شابًا من مختلف القطاعات مثل الحكومة المصرية والجامعات والمؤسسات البحثية ووسائل الإعلام.

هذا الحدث قدم للشباب الصيني والمصري فرصة قيمة للتواصل والتفاعل والمساهمة في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الحكم والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، وله دور مهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

في سبتمبر الماضي، شهد معرض الكتاب الدولي في العاصمة الأردنية عمّان، ظهورًا مميزًا لـ “مكتبة الصداقة الثقافية بين الصين والدول العربية” بشكل متكامل.

تتضمن المكتبة بشكل أساسي ثلاث سلاسل رئيسية:

“سلسلة الكلاسيكيات الصينية العربية” و “سلسلة الأعمال الأدبية الصينية العربية المعاصرة” و “سلسلة التبادل الثقافي وتقبل الحضارات الصينية العربية”،

حيث تجمع بين الأعمال الكلاسيكية من التراث الثقافي الصيني وأعمال كتاب مشهورين من الصين والدول العربية، بالإضافة إلى أفكار وإنجازات العلماء المعاصرين من الصين والدول العربية.

وأحدثت المسلسلات التلفزيونية والأفلام الوثائقية والرويات المنشورة على شبكة الإنترنت وغيرها من الأعمال الفنية والأدبية الصينية الممتازة جولة جديدة من “الولع بالصين”،

فقد تم بث المسلسل التلفزيوني ((الهجرة إلى السعادة)) في السعودية ومصر والسودان وغيرها من الدول على التوالي،

وبلغ عدد مشاهدة المسلسل التلفزيوني ((انطلق)) مائة مليون مرة. وأصبحت اللغة العربية من أكثر اللغات التي تترجم إليها المسلسلات التلفزيونية الصينية على منصة الإنترنت.

في الوقت الحالي، تمر كل من الصين والدول العربية بمرحلة تنمية هامة، وتتطلع الصين للتعاون مع الدول العربية في تبادل الفكر والحكمة في مجال الثقافة،

لكتابة فصل جديد من تاريخ الصداقة والثقة والتطور المشترك بين الصين والدول العربية.

بقلم: باي يوي وجيه إعلامي صيني

اقرأ ايضا الاعلامي الصيني باي يوي يكتب: الالتزام بالمنفعة المتبادلة والشمولية وتوسيع الانفتاح العالي المستوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى