البريكس… كيف سيعيد مستقبل الكتلة تشكيل النظام العالمي؟
تنعقد قمة البريكس السنوية هذا الأسبوع في روسيا، وهي جزء أساسي من جهود الرئيس فلاديمير بوتين لإظهار نفوذه العالمي وعلاقاته الوثيقة مع الدول الكبرى، لدرجة أن السلطات المحلية في مدينة كازان، التي تنتظر القمة حذرت القمة السكان من استخدام السيارات القديمة خوفا من …الرسالة التي يحاول بوتين إرسالها.وتم حظر الدراجات الكهربائية وبيع الكحول في وسط المدينة خلال أسبوع القمة،
وهي القمة الأولى التي تعقد بصيغتها الموسعة لتشمل دولا جديدة مثل إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات أيضا. المؤسسة. الأعضاء. البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بينما السعودية لم تكمل…انضم إلى المحاكمات في الوقت الحالي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” أن “بريكس” أصبحت أداة رئيسة في خطة بوتين لإسقاط الهيمنة الأميركية العالمية وتدمير قوة الدولار الأميركي، وهو هدف تتفق معه الصين إلى حد كبير، بينما لا يشاركه بقية الأعضاء.
وأضافت الصحيفة أنه مع تزايد ثقة بوتين بانتصار روسي مع تقدم قواته في شرق أوكرانيا، صممت هذه القمة لإرسال رسالة مفادها أن روسيا عادت لتكون لاعباً عالمياً قوياً ولديها عدد من الأصدقاء،
على رغم هجومها على أوكرانيا وجهود الولايات المتحدة على مدى أكثر من عامين لعزلها. وتأتي القمة قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأميركية المرتقبة، التي قد تشهد عودة الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي غالباً ما تفاخر بعلاقته الجيدة مع بوتين،
ويُقال إنه حافظ على علاقة شخصية مع الزعيم الروسي بعد مغادرته البيت الأبيض. وقال المحلل في مركز “كارنيغي روسيا وأوراسيا” في برلين، ألكسندر غابويف، للصحيفة “الرواية التي يسعى بوتين إلى ترويجها للعالم وللجمهور المحلي هي أن روسيا ليست معزولة، بل الغرب هو الذي يشكل الأقلية العالمية الآن”.
مع ذلك، فإن تضخيم أهمية الحدث يحمل خطر تضخيم الانتقادات أيضاً، مثل إعلان كازاخستان رفضها الدعوة إلى الانضمام للمجموعة قبل أيام من القمة، مما يعد ضربة لبوتين. ووفقاً للكرملين، فإن 24 دولة فقط من أصل 38 دولة مدعوة سترسل قادتها، وست دول لن تحضر على الإطلاق، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يحافظ على علاقات مع روسيا والصين والغرب،
قبل دعوة بوتين للحضور.
تراجع النفوذ الأميركي في الجنوب العالمي وبرزت مجموعة “بريكس” كرمز قوي لتراجع النفوذ الأميركي في دول الجنوب العالمي، إذ يتجه عدد من الدول التي شعرت بخيبة أمل من الإخفاقات الأميركية الكارثية مثل حرب العراق والأزمة المالية العالمية عام 2008، إلى تنويع خياراتها وتوسيع علاقاتها الدولية بحثاً عن شركاء إضافيين لتحقيق مصالحها الوطنية.
وعبرت عشرات الدول عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”، ويصل عددها إلى 30 دولة وفقاً لما ذكره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى تزايد التشكيك في الجنوب العالمي بالنظام الدولي القائم على القواعد الذي تتجاهله الولايات المتحدة حينما تراه مناسباً.
نجح بوتين في استغلال المزاج المتشكك من خلال رسائله المتكررة حول هذا الموضوع، لكن جاذبية مجموعة “بريكس” تعود أساساً إلى قوة الاقتصاد الصيني والإحباط الواسع من نفاق الغرب وإخفاقاته، أكثر من كونها دعماً لبوتين أو لفكره المعادي للغرب، كما يشير المحللون.
بالإضافة إلى الأجندة المشتركة بين الصين وروسيا التي تهدف إلى تقليص النفوذ الأميركي، فإن انضمام إيران إلى المجموعة قد يعزز من صورتها ككتلة معادية للغرب في ظل نظام عالمي يتجه نحو الانقسام والفوضى، مما قد يثني بعض الدول عن الانضمام.
على الرغم من أزمة الهوية التي تواجهها المجموعة في ظل الأجندة الروسية المعادية للغرب، تظل “بريكس” جذابة لدول الجنوب العالمي التي تسعى لتعزيز نفوذها على الساحة الدولية. ومع ذلك، إذا دفعت الصين وروسيا وإيران بشكل متزايد نحو نهج عدائي ضد الغرب، فقد تخاطر بإبعاد الدول التي لا ترغب في الاختيار بين الغرب وأعدائه، وفقاً لما يراه المحللون.
مع تزايد التوسع، ظهرت الصين وروسيا وإيران كجزء من “معسكر معادٍ للغرب”، كما أفادت إليزابيث سيديروبولوس، الرئيسة التنفيذية لمعهد الشؤون الدولية في جنوب أفريقيا. وأشارت إلى أن “هذا لا ينطبق على معظم الدول الأخرى، خاصة فيما يتعلق بروسيا، حيث يعتبرون أن مجموعة ’بريكس‘ تمثل الطليعة في تشكيل نظام عالمي جديد”.
وفي كلمته خلال المنتدى البرلماني للمجموعة في سانت بطرسبرغ في يوليو الماضي، قلل بوتين من أهمية “القواعد المزعومة للغرب، التي لم يرها أحد، ولم يناقشها أحد، ولم يقبل بها أحد على الإطلاق”. وأضاف قائلاً: “تُكتب هذه القواعد وتُعدل وفقاً لمصالح أولئك الذين يعتبرون أنفسهم استثنائيين، وقد منحوا أنفسهم الحق في فرض إرادتهم على الآخرين”.
تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي
حتى الآن، استطاعت المجموعة إدارة التوترات الحدودية بين الصين والهند وتنافسهما على القيادة الإقليمية. ومع تراجع نفوذ الهند داخل المجموعة، بدأ بعض المحللين يتساءلون عن دورها في مجموعة تبدو بشكل متزايد معادية للغرب ومركزية للصين، حيث تسعى إلى تقليل الاعتماد على الدولار، مما قد يعزز من قوة اليوان الصيني.
وفي هذا السياق، أشار كانوال سيبال، الأمين السابق للخارجية الهندية والسفير السابق لدى روسيا، في حديثه مع الصحيفة، إلى أن قيمة المنظمة تكمن في كونها مجموعة موازنة تقدم رؤى حول إصلاح النظام الدولي وكيفية الحكم عليه، وليس ككتلة معادية للغرب.