اطلاق أكبر رحلة استكشاف للنظم البيئية البرية بعد الانتهاء من رحلة العقد البحرية

أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، أن رحلة العقد لاستكشاف البيئات البرية التي أعلن عنها المركز مؤخرًا تعد إحدى أكبر المشاريع الوطنية لاستكشاف التنوع الأحيائي في المملكة، والتي انطلقت لبناء قاعدة معرفية شاملة توفر خط أساس علمي للإدارة المتكاملة والمستدامة لمواردنا الطبيعية والمحافظة على الحياة الفطرية للأجيال القادمة.
وقال إن هذه الرحلة تأتي امتدادًا لمسار وطني بدأه المركز في «رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر» عام 2022، وبرامج الاستكشاف في الخليج العربي، التي قدمت تصورًا عن بيئاتنا البحرية، وباكتمال استكشاف البيئات البرية ستحظى المملكة بقاعدة بيانات فريدة لأنظمتها البيئية البرية والبحرية تشكل منطلق للإدارة المستدامة ومرجعًا معتمدًا للباحثين والعلماء.
وأضاف إن ثراء البيانات ودقتها تمكننا من تطوير استراتيجيات فعالة لحماية الأنواع وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع الأحيائي، مع العمل على توثيق هذا الثراء الأحيائي الكبير على المستوى العالمي، وتعزيز دور المملكة في الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية.
وأشار الدكتور قربان، إلى أن هذا المشروع يعكس الجهود الوطنية لاستعادة النظم البيئية وتعزيز التوازن البيئي لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ورؤية المملكة 2030.
وتعد رحلة العقد لاستكشاف النظم البيئية البرية أكبر وأشمل مهمة بحثية للنظم البيئية البرية، وتهدف إلى تقييم وتوثيق التنوع الأحيائي فيها ودراسة كثافة وتوزيع الكائنات الفطرية، وعكسها على خرائط رقمية، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين من داخل المملكة وخارجها، وبالتعاون مع الجامعات الوطنية، والمراكز البحثية، والمحميات الملكية، والمنظمات الدولية.
كما تهدف الرحلة إلى بناء قاعدة معرفية عن التنوع الأحيائي البري بالمملكة من خلال تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة تغطي جميع النظم البيئية في المملكة ورصد تنوعها الأحيائي، حيث يغطي برنامج الاستكشاف الثدييات والزواحف والبرمائيات والطيور وأسماك المياه العذبة واللافقاريات.
ويشمل برنامج الاستكشاف تحديد الأنواع المتوطنة، والمهددة بالانقراض، والأنواع التي يقتصر تواجدها في نطاق جغرافي محدد، وتحديد المهددات التي تواجهها، ووضع الخطط للحد من المهددات، وتوفير بيئة آمنة ومستدامة.
كما يتضمن البرنامج حصر شامل للتنوع الأحيائي في جميع مناطق الدراسة، وتحديد المناطق المهمة لهذا التنوع، ومواقع التكاثر والانتشار، الى جانب إنشاء قاعدة بيانات وطنية وخرائط تفاعلية للمواقع والأنواع المسجلة، إضافة الى تحديث الخطة الوطنية للأراضي الرطبة في المملكة، ونشر ما لا يقل عن 30 ورقة علمية في مجلات عالمية مدرجة على قوائم معهد المعلومات العلمية (ISI) ومصنفة ضمن أعلى المجلات العلمية المحكمة (Q1).