صحة و جمال

غذاء الأم الحامل قد يُمهّد لإصابة الطفل بالسكري

حذرت دراسة طبية حديثة من تأثيرات خطيرة لنوعية الغذاء الذي تتناوله المرأة خلال الحمل، مشيرة إلى ارتباط واضح بين استهلاك أطعمة “مسببة للالتهابات” وارتفاع خطر إصابة الأطفال بمرض السكري من النوع الأول في مراحل لاحقة من حياتهم.

الدراسة التي نُشرت مطلع يوليو الجاري في مجلة علم الأوبئة وطب المجتمع، أجراها باحثون من الدنمارك على أكثر من 67 ألف أم وطفل بين عامي 1996 و2002، وقدّمت دلائل جديدة على أن مناعة الطفل تتشكل بالفعل منذ المرحلة الجنينية، وتُؤثّر فيها بقوة تغذية الأم خلال الحمل.

خلصت الدراسة إلى أن تناول الحوامل لأطعمة تُصنّف كمؤدية لالتهابات مزمنة – مثل المقليات، المشروبات منخفضة السعرات، اللحوم الحمراء، البطاطا المقلية، والمعجنات – يرتبط بزيادة احتمال إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول بنسبة ملحوظة حتى عمر 18 عامًا، مقارنة بالأمهات اللاتي اتبعن نظامًا غذائيًا صحيًا مضادًا للالتهابات.

وأوضح الباحثون أن هذه الأطعمة قد تهيّئ بيئة مناعية غير مستقرة تؤدي إلى تضرر خلايا البنكرياس لدى الطفل، وبالتالي تفقد وظيفتها في إنتاج الإنسولين، مما يستوجب الاعتماد على الحقن اليومي مدى الحياة.

الدراسة سلّطت الضوء كذلك على دور مادة الغلوتين، البروتين الموجود في القمح والخبز والبيتزا والمعكرونة، حيث تبين أن كل زيادة بمقدار 10 غرامات من الغلوتين يوميًا خلال الحمل، تُضاعف خطر الإصابة بالسكري لدى الطفل بنسبة 36%.

لاحظ الباحثون أيضًا أن الأمهات اللاتي استهلكن أطعمة التهابية بكثرة كنّ أكثر عرضة لاتباع أسلوب حياة غير صحي، مثل التدخين، قلة ممارسة الرضاعة الطبيعية، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، إلى جانب ظروف اجتماعية واقتصادية أقل جودة، وهو ما قد يعزز تأثير النظام الغذائي السلبي.

ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تمثل دعوة واضحة لتبني نظام غذائي غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، الأسماك، الثوم والبصل، وهي مكونات ثبت ارتباطها بانخفاض مستويات الالتهاب.

ويرى الباحثون أن الاهتمام بتغذية الأم خلال الحمل لا يقل أهمية عن الفحوصات الطبية، لكونه حجر الأساس في بناء مناعة الطفل وصحته المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى