خريف ظفار.. سحر وجمال الطبيعة مع مقومات سياحية ، واقتصادية ، وثقافية ،
صلالة – محمد سعد
في رحلة استثنائية نظمتها وزارة الإعلام لعدد من مراسلي الصحف ووسائل الإعلام العربية والأجنبية بسلطنة عُمان ، إلى محافظة ظفار؛ للتعريف بها، وما تزخر به من مقومات سياحية ، واقتصادية ، وثقافية ، والقيام بجولة استكشافية ، كان الانطباع الأول عند الجميع ، أن محافظة ظفار تتمتع بجمال طبيعي أخّاذ من خلال موقعها على البحر ، وجبالها الشامخة التى تكسوها الخضرة ، كما تنتشر فيها أشجار النارجيل والوديان والقنوات المائية ، مقومات سياحية تعزز مسيرة التنمية والنهضة العُمانية المتجددة.
تبعد مدينة صلالة عاصمة محافظة ظفار عن مسقط بنحو 1000 كيلومتر ، والتي يحدها من الشمال الشرقي محافظة الوسطى ، وتتصل من الجنوب الشرقي والجنوب ببحر العرب، ومن الغرب والجنوب الغربي بالحدود مع الجمهورية اليمنية ومن الشمال والشمال الغربي بصحراء الربع الخالي ، وتبلغ مساحتها حوالي 99,300 كيلومتر مربع أو ما يعادل ثلث مساحة سلطنة عُمان.
تكتسب محافظة ظفار أهمية تاريخية ومكانة خاصة في التاريخ العُماني الحديث والقديم على السواء ، فقد كانت أرض اللبان والبخور في الجزير العربية وبوابة عُمان على المحيط الهندي ومعبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وانطلاقة عُمان إلى التقدم والتطور والازدهار في ظل النهضة العُمانية الحديثة.
تضم محافظة ظفار (10) ولايات هي ولايات صلالة ، و طاقة ، مرباط ، و رخيوت ، و ثمريت ، و ضلكوت ، و المزيونة ، و مقشن وشليم و جزر الحلانيات ، وسدح ، ومركز المحافظة ولاية صلالة.
تشتهر محافظة ظفار في هذا التوقيت والذي يتزامن مع حرارة وجو فصل الصيف في الوطن العربي ، إلا أن ظفار تختلف بطقسها الموسمي الرائع ويطلق على هذا الموسم (الخريف) إذ تكسوها الخضرة ويلف الضباب الأبيض هضابها ، كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو ، ويقصدها العديد من الزائرين خصوصاً من داخل عُمان ودول الجوار.
وتضم ظفار تنوعاً طبيعياً مميزاً حيث تمتزج السواحل بالجبال والصحراء في تناغم رائع ، فتبدو الجبال على شكل هلال خصيب ، والتي تبلغ في أقصى ارتفاعاتها 1,500متر تنحدر بعد ذلك بسهل منبسط يعانق بدوره شواطئ رملية تمتد لمئات الكيلومترات.
وتشهد ظفار حاليا ازدهاراً واضحاً ، من ناحية بناء وتشييد الفنادق والمنتجعات الكبيرة ، وتعتبر نقطة جذب للسياح بما منحها الله من جمال الطبيعة ، وشواطئ تعتبر من بين الأفضل والأجمل في العالم على الإطلاق ، كما أنها تعتبر مزارع طبيعية لوجود الكثير من أشجار والخضرة.
ومن بين أهم الأماكن السياحة في محافظة ظفار والتي تشهد توافدا كبيرا لأعداد الزوار خلال فصل الخريف ، وادي دربات والذي يعتبر من المناطق الطبيعية الساحرة في محافظة ظفار لوجود العديد من الشلالات والبحيرات والجبال والكهوف والعيون الطبيعية والحديقة الطبيعية.
كما تعد عين رزات واحدة من أهم وأجمل الاماكن السياحية وبموقعها الفريد المحاذي لكهف رزات و بعض الجبال الشاهقة المكتسية بالخضرة بالإضافة الى مدينة سمهرم والتي تتشكل من ممر مائي يسمح للزوّار بالعبور عليه وسط الآثار التاريخية والتي تضم مجموعة كبيرة من الآثار والتحف والنقوش الحجرية وعدد من البيوت الحجرية القديمة وتمتاز مدينة سمهرم الأثرية بقربها من أجمل المعالم الطبيعية في صلالة مثل عين اثوم وعين رزات وسواحل بحر العرب الأخرى الجميلة إضافة الى كهف المرنيف والذي يقع في منطقة شاطئ المغسيل.
كما تضمّ المحافظة مجموعة من الشلالات المميّزة في فصل الخريف، ومن أشهرها عين أثوم الواقع على الجانب الشرقيّ للمدينة، والشلال الواقع في وادي عين، وشلال خور الواقع في الجانب الغربيّ للمدينة عين صحنوت عين جرزيز.
بداية الرحلة
تضمنت الزيارة العديد من اللقاءات والزيارات التى بدأت بزيارة مطار صلالة ، والقيام بجولة تفقدية للتعرف عن قرب على المطار الذي شُيِّد على مساحة بناء تبلغ أكثر من 150 ألف متر مربع؛ منها: 65 ألف متر مربع لمبنى المسافرين ، ويستوعب مليونيْ مسافر سنويًّا ، إضافة إلى المساحات الأخرى الموزعة على بقية المباني المصاحبة ، والبالغ عددها 27 مبنى؛ بهدف عمل توسعات مستقبلية قادمة تصل لـ6 ملايين مسافر سنويًّا.
ويعدُّ المطار من الاستثمارات المهمة لسلطنة عُمان في قطاع الطيران المدني، كما أنه يتمتع بإمكانيات عالية من حيث الأنظمة والتجهيزات والخدمات التي تم توفيرها. وقد حصد المطار المرتبة التاسعة في فئة تصنيف جودة خدمة المطارات لأقل من مليوني مسافر سنويًّا.
ألبان الإبل..
وتتميز محافظة ظفار بالابل وألبانها التى تتميز بالعديد من المزايا ، ولذلك توجه الوفد الإعلامي لزيارة مشروع شركة المروج للألبان لتجميع وتبريد الحليب ، وهو أحد مشروعات الأمن الغذائي لسلطنة عُمان، والتي تم إطلاقها ضمن جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه؛ من خلال الذراع الاستثمارية الحكومية (الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة)، وهو من المشروعات الواعدة في محافظة ظفار لتعزيز قطاع الثروة الحيوانية ورفع دخل المربين والأسر الريفية وتحقيق الاكتفاء الغذائي من منتجات الألبان في سلطنة عُمان.
اليوم الثاني..
شهد اليوم الثاني زيارة خاصة إلى مصنعي أوكيو للغاز البترولي المسال والميثانول، واللذين تستثمر فيهما مجموعة “أوكيو” ضمن مشاريع النمو الخاصة بالمجموعة في سلطنة عُمان؛ وذلك لتعزيز الاقتصاد الوطني، ودعم خطط التنويع الصناعي بمحافظة ظفار؛ حيث يعدُّ المصنعان جزء من إستراتيجية النمو التي تنتهجها مجموعة أوكيو لتعزيز القيمة المضافة لقطاع الطاقة، وهما ضمن مشاريع المجموعة التي تستهدف فيها إثراء الأسواق المحلي عبر تدوير رؤوس الأموال داخل سلطنة عُمان، وتصدير منتجات المصنعين إلى الأسواق العالمية ، وأبرزها أسواق شرق آسيا وشبه القارة الهندية. ويعتبر المصنعان من ضمن مشروعات الشق السفلي بمحافظة ظفار.
ويعدُّ مصنع أوكيو للغاز البترولي المسال أحد أهم مشاريع الطاقة، ويسهم في تحسين سلسلة قيمة الغاز في سلطنة عُمان، وهو الأول من نوعه لمعالجة الغاز من خلال استخلاص سوائل الغاز الطبيعي عبر شبكات وخطوط الغاز، بقيمة إجمالية بلغت نحو 318 مليون ريال عُماني. وبلغ إنفاق المشروع ما يقارب 96 مليون ريال عُماني تم ضخها في شرايين الاقتصاد العُماني بمراحل الإنشاء؛ وذلك بمشاركة أكثر من 300 مؤسسة صغيرة و متوسطة، وهو أحد أنواع الوقود التي تتمتع بقيمة تنافسية عالية، ويشهد الطلب عليه نموا متزايدا في الأسواق المحلية والدولية. فيما يبلغ إنتاج مصنع الميثانول 3000 طن متري يوميًّا، وذلك عبر التعامل مع مياه البحر وتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه للاستعمالات الداخلية. ويحتوي على وحدات لنزع المعادن، وتوليد البخار، وتوليد النيتروجين والهواء، ومرافق لتخزين المنتجات ومعالجتها.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث ، زار الوفد الإعلامي ميناء صلالة والمنطقة الحرة بالمحافظه، وتعرفوا على ما تقدمه المنطقة من تسهيلات وخدمات عديدة للمستثمرين والاستثمارات الحالية القائمة في المنطقة الحرة والفرص الاستثمارية المستقبلية ، مع جاهزية البنية الأساسية التي تُلبي احتياجات المستثمرين وتطلعاتهم في مختلف القطاعات؛ حيث إنَّ قرب المنطقة الحرة بصلالة من الموانئ الجوية والبحرية يعتبر محفزًا للاتصال متعدد الوسائط لضمان حركة سلسلة للبضائع ، وإيجاد فرص تكامل لسلاسل القيمة المضافة ، ويمكن الوصول للأسواق العالمية الرئيسة في غضون أسبوعين من وقت الإبحار، مما يوفر اتصالًا من الدرجة الأولى إلى الداخل والخارج.
وتقدِّم المنطقة الحرة بصلالة العديد من الحوافز الاقتصادية والتسهيلات للمستثمرين؛ أهمها: الإعفاءات الضريبية والتملُّك الكامل للمشاريع إلى جانب تميُّزها بموقع استراتيجي بمحاذاة ميناء صلالة، الذي يأتي في المرتبة السادسة من بين 351 ميناءً على مستوى العالم في الكفاءة التشغيلية.
ويساعد ذلك قرب المنطقة الحرة من مطار صلالة الذي يتمتع ببنية أساسية ذات مواصفات عالمية، وتوسطها لخطوط الملاحة العالمية لأداء دور حيوي ومحوري في قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، وسهولة وصول زبائنها إلى مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية. حيث توفر المنطقة الحرة بصلالة مساحة متميزة تقدَّر بـ 2.6 مليون متر مربع لشركات قطاع الكيماويات ومعالجة المواد، وتضم تلك المساحة العديد من الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات مثل أوكيو للميثانول، وأوكيو للغاز البترولي المسال، وأوكتال، وغيرها من الشركات ذات القدرات الفنية المتميزة. ويستقبل ميناء صلالة الأعداد المتزايدة من السفن ومناولة الأحجام الهائلة من الحاويات العابرة بين الشرق والغرب، ويشتمل على محطة البضائع العامة التي أنشئت في عام 1976، وتحتوي المحطة على 11 رصيفًا تتراوح أعماقها بين ثلاثة أمتار و16 مترًا وأطوالها بين 115 مترًا و 600 متر.
ريسوت الصناعية
كما قام الوفد بزيارة إلى منطقة ريسوت الصناعية، والتي تبلغ مساحتها حوالي 3.1 مليون متر مربع وتقع بالقرب من ميناء صلالة بمسافة 4 كيلومترات و16 كيلومترًا عن مطار صلالة وتتوسط هذه المدينة الصناعية مجمل المواقع المهمة من ناحية النقل البحري والمطار والأسواق المحلية التي بدورها تساهم من ناحية اقتصادية في التقليل من تكلفة النقل سواء إلى الميناء أو الأسواق المحلية.
وقد حققت مدينة ريسوت الصناعية تقدماً يضاف إلى سلسلة الخدمات التي تقدمها مدائن لمستثمريها من خلال إنهاء جميع إجراءات عمليات التوطين للاستثمارات من خارج سلطنة عمان دون الحاجة لحضور المستثمر إلى مقر المدينة الصناعية، وذلك بدءًا من تقديم طلب الاستثمار إلى معاينة الأرض الصناعية عبر نظام الخرائط الجغرافية ودفع مُستحقات العقد، وانتهاء بتوقيع عقد الإيجار، ويعد هذا الإجراء نقلة نوعية وخدمة إضافية تضاف لخدمات المدينة الصناعية لمستثمريها.
كما قام الوفد الإعلامي بجولة في عدد من المشاريع بالمنطقة الحرة بصلالة؛ شملت: مصنع الجود للأغذية الذي تأسس في مايو 2019م، وشركة ظفار للصناعات السمكية ، والشركة العالمية للألواح الجبسية ، ومصنع البشائر للحوم ، والذي يقع على أعلى قمة في ولاية ثمريت بمحافظة ظفار ، ويضم عددًا من حظائر التربية والتسمين ومسلخًا متطورًا ومصنعًا لمنتجات اللحوم.
محمية وادي دوكة
زار الوفد محمية وادى دوكة والتي تبعد عن صلالة حوالي 40 كم ، وهي محمية طبيعية لأشجار اللبان التى يطلق عليها الأشجار المدللة والمسجّلة في قائمة التراث العالمي ضمن مواقع اللبان؛ حيث يقع الوادي في منطقة نجد بعد المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال ظفار، وتُعنى المحمية بنمو وحماية شجرة اللبان التي تنتشر في محافظة ظفار وخاصة في وادى دوكة الذى يعتبر من أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان، وتُجرى حاليًّا دراسات لتأهيل وتطوير وادى دوكة للحفاظ على شجرة اللبان في موطنها الطبيعى.
وتمتد كثافة أشجار اللبان على مساحة تُقدَّر بـ5 كيلومترات مربعة من حرم محمية وادي دوكة التي تبلغ مساحتها حوالي 19 كم مربع، حيث تحتوي على أكثر من 5 آلاف شجرة لبان مزروعة وطبيعية. وتتميَّز محمية اللبان هذه بموقعها الاستراتيجي الذي بجد إقبال كبير من قبل السياح والزائرين خاصة في موسم خريف صلالة ، وهى مسجلة وموثقة في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
واختتمت الزيارة بمؤتمر صحفي تناول تفاصيل فعاليات موسم خريف ظفار، وتحدث سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار عن أهم فعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام التي وُزعت على عدة مواقع؛ مما يُعطي السائح الفرصة لخوض تجارب مختلفة مبينًا أنّ القرية التراثية في الحافة ستشتمل على العديد من الفعاليات لتجسّد البيئات الظفارية فيما ستضم ساحة أتين “أتين سكوير” معرضًا استهلاكيًّا، ومساحة للألعاب الكهربائية والعروض الترفيهية.
أما الحدائق العامة بمحافظة ظفار ستضمّ العديد من المعارض والفعاليات الترفيهية والفنية المتنوعة منها “حديقة عوقد العامة”، و”حديقة صلالة العامة” بينما ستحتضن “حديقة السعادة العامة” فعالية “مطبخ الشعوب.
وأكد الدكتور أحمد بن محسن الغساني أنّ الهويّة الجديدة “خريف ظفار” نابعة من الإيمان بالمكونات الطبيعية والحضارية للمحافظة ، والبنية الأساسية التي تتطوَّر كل عام ، مع خطط طموحة لتوسيع الفرص الاقتصادية لموسم خريف ظفار المميز في هذا العام والأعوام القادمة ، وسط اهتمام كبير من المسئولين في سلطنة عُمان بشكل عام ومحافظة ظفار بشكل خاص.
وحول فعاليات موسم خريف ظفار 2022م.
تحدث رئيس بلدية ظفار رئيس اللجنة الرئيسية لفعاليات خريف ظفار عن هوية الموسم السياحي لهذا العام الذي اتُّخذ شعار خريف ظفار كعنوان للحملة التسويقية التي تركّز على تقديم تجربة متكاملة للسيّاح والزائرين ، مُستفيدةً من كل مقومات المحافظة في جميع ولاياتها.
ومن ناحية الإقامة استمتع الوفد الإعلامي منذ وصوله باقامته بفندق “الفنار” والذي يعد – أحد فنادق مجموعة أوراسكوم لإدارة الفنادق والذي يوفر الإقامة المريحة والهدوء والسكينة للزوار في موسم الخريف بصلالة، حيث يمكن للمقيمين به استشعار المناخ المعتدل ، و رذاذ أمطار الخريف ، ونسيم المحيط من غرفهم، كما يمكنهم الاستمتاع بمشاهدة منظر غروب الشمس الخلاب والشاطئ الجميل وكذلك الاستمتاع بالعروض الموسيقية الحية وعروض الرسوم المتحركة للأطفال وغير ذلك الكثير.
وقال الفاضل مهميت تونك، المدير العام لشركة أوراسكوم لإدارة الفنادق: يعد “الفنار” الفندق الأضخم في سلطنة عُمان من حيث عدد الغرف، حيث يضم 577 غرفة فندقية، وكانت أوراسكوم قد افتتحت الفندق في ديسمبر 2015م بطاقة 200 غرفة فندقية وتمت توسعات لاحقة حتى وصل عددها الآن إلى 577 غرفة، تتنوع ما بين غرفة ديلوكس مع شرفة، غرفة عائلية مطلة على البحر، جناح ديلوكس مع شرفة، جناح مطل على البحر، وقد حاز الفندق على العديد من التقييمات الممتازة من حيث الموقع وسعة الغرف والخدمات والمأكولات والمشروبات والاطلالة والشاطئ والأجواء وغيرها .