الاعلامي الصيني باي يوي يكتب: الالتزام بالمنفعة المتبادلة والشمولية وتوسيع الانفتاح العالي المستوى
بقلم: باي يوي وجيه إعلامي صيني
يصادف هذا العام ذكري الـ46 من تنفيذ عملية الإصلاح والانفتاح. لقد وجهت الدورتان الصينيتان لعام 2024 رسالة قوية مفادها أن هذه العملية لن تتوقف.
وفي السنوات الأخيرة، التزمت الصين بشدة بالانفتاح على المستوى العالي وشاركت بعمق في تقسيم العمل والتعاون الصناعي العالمي.
وحسنت استخدام الموارد المحلية والدولية، وسعت جاهدة إلى توسيع حيز التنمية للتحديث الصيني النمط. فمن تصدير السلع إلى تعزيز تطبيق التكنولوجيا، استفاد العالم من ذلك كثيرا.
وقد أشار تقرير عمل الحكومة لعام 2024 إلى أن صادرات الصين من “الأنواع الثلاثة الجديدة” وهي السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والصناعات الكهروضوئية حققت زيادة بنحو 30%.
التطوير مع “الأسواق الناشئة” التي يستفيد منها الجميع
منذ طرح الصين مبادرة “الحزام والطريق” قبل عشر سنوات، تجاوبت الدول العربية معها بحماسة، وعملت على مواءمتها مع استراتيجياتها التنموية، وشاهدت تحول المبادرة من الخطوط العريضة إلى المشاريع على الأرض. في العام المنصرم، قطع التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية أشواطا بعيدة في الدول العربية.
إذ حقق الجانبان تقدمات إيجابية في تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية، ووقعت الصين وثائق التعاون بشأن بناء “الحزام والطريق” مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية،
وحقق التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط اختراقات في مجالات عديدة، بما فيها الطاقة والاستثمار والفضاء والمالية، حيث تم تشغيل محطات توليد الكهرباء والوحدات السكنية وغيرهما من المشاريع ذات الصلة بالمعيشة.
وتتقدم عمليات بناء مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري والمناطق الصناعية بخطوات مستمرة، وانطلقت مشاريع التعاون الكبيرة والجديدة واحدة تلوى الأخرى.
ولمست الدول العربية سرعة الصين وإخلاصها من خلال التعاون القائم على التشاور والتنمية المشتركة.
تعزيز التنمية الخضراء من خلال “منتجات جديدة“
في السنوات الأخيرة، حظيت المنتجات الصينية والتقنيات الخاصة بها، مثل السيارات الكهربائية النقية، والطاقة الشمسية الكهروضوئية، باعتراف عميق ورواج في الدول العربية.
بدأت شركات السيارات الكهربائية الصينية الناشئة تجذب استثمارات من الشرق الأوسط بشكل متزايد، حيث أنه خلال شهر يونيو الماضي وحده تم الإعلان عن التوصل إلى ثلاث صفقات في هذا المجال وهي مع الإمارات والأردن والسعودية.
أعلنت شركة “نيو” الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية عن توقيع اتفاقية الاشتراك في الأسهم مع شركة “سي.واي.في.إن” القابضة المدعومة من حكومة أبوظبي، وسيقوم الأخير باستثمار إجمالي نحو 1.1 مليار دولار أمريكي لشركة “نيو”.
كما أعلنت شركة “تشيان تو” الصينية أن شركتها الأم وقعت اتفاقية تعاون استراتيجي مع مجموعة المناصير الأردنية لتأسيس مشروع مشترك لصناعة السيارات الكهربائية في الأردن.
وخلال انعقاد مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في الرياض، ذكرت تقارير إعلامية عن توقيع اتفاقية بقيمة 5.6 مليار دولار أمريكي بين وزارة الاستثمار السعودية وشركة “هيومان هورايزونز” لتصنيع السيارات الكهربائية الصينية لإنشاء مشروع مشترك للأبحاث في صناعة السيارات وتطويرها وتصنيعها وبيعها.
وتتميز الصين بتقنيات متقدمة وخبرة غنية في مجالات الطاقة الكهروضوئية والطاقة النظيفة، ويكمل الجانبان بعضهما الآخر في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، مع إمكانات كبيرة للتعاون..
تعد محطة الظفرة للطاقة الشمسية في أبوظبي، التي بنتها شركة صينية، أكبر محطة طاقة كهروضوئية منفردة في العالم، وستساعد أبوظبي على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2.4 مليون طن سنوياً وستلعب دوراً مهماً في التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تعد محطة الطاقة الشمسية “بنبان” بأسوان أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى أفريقيا والشرق الأوسط، هذا أول مشروع لتوليد الطاقة الكهروضوئية في مصر تنفذه وتموله شركة صينية،
ويبلغ حجم الألواح الشمسية المستخدمة في المحطة نحو 500 ألف لوحة شمسية تنتج 50 ميجاوات من الطاقة النظيفة التي تكفي لإنارة 70 ألف منزل.
تعزيز التطوير الابتكاري من خلال “أشكال الأعمال الجديدة“
وإن الموجة الرابعة من الثورة الصناعية تجتاح العالم، وقد حان الوقت لكي تنخرط الصين والدول العربية في تعاون اقتصادي رقمي.
وإن استراتيجيات تطوير الاقتصاد الرقمي لكلا الطرفين متسقة، والمزايا متكاملة إلى حد كبير، ومجالات التعاون تتوسع باستمرار، مما يخلق أساسًا جيدًا للطرفين لمواصلة تعميق التعاون الاقتصادي الرقمي.
وفي مجال التجارة الإلكترونية، يركز التعاون بين الطرفين على التعاون في البنية التحتية مثل بناء منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، والأنظمة اللوجستية، وخدمات الدفع الرقمية.
فعلى سبيل المثال، تتبنى منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أنشأتها شركة Zhejiang Jollychic وتغطي حوالي %82 من مستخدمي الإنترنت في دول الخليج الست.
بالإضافة إلى ذلك، قامت بتوسيع أعمالها لتشمل خدمات الدفع الرقمية. أبرمت Alipay شراكة مع بنك المشرق في الإمارات للترويج لتطبيق محفظة Alipay الرقمية في سوق الإمارات.
وفي التجارة الرقمية، أنجزت الصين والإمارات العربية المتحدة أولَ معاملةٍ ماليةٍ دوليةٍ بينهما باستخدام العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) الخاصّة بكلٍّ منهما -الدرهم الإماراتي الرقمي واليوان الصينيّ الرقمي. فقد جرى إتمام المعاملة البالغة قيمتها 50 مليون درهم إماراتيّ بما يعادل 13.6 مليون دولار.
واليوم وبالنظر إلى الوضع الجديد واستيعاب الخصائص الجديدة، تواصل الصين تعميق درجة الانفتاح وتوسيع أفكار الانفتاح، وبناء نمط انفتاح كبير، وشق طريق تحديث يفيد العالم بتنميتها الذاتية، وتقديم الحلول الصينية للحوكمة العالمية.
بقلم: باي يوي وجيه إعلامي صيني