أسعار النفط ترتفع مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
قفزت أسعار النفط أكثر من دولار يوم الأربعاء بسبب مخاوف متزايدة من احتمال تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مما قد يؤدي إلى تعطيل إنتاج الخام من المنطقة بعد أكبر ضربة عسكرية وجهتها إيران على الإطلاق لإسرائيل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار أو 1.47 بالمئة إلى 74.64 دولار للبرميل، في حين قفزت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.12 دولار أو 1.6 بالمئة إلى 70.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 9:50 صباحا بتوقيت السعودية.
وارتفعت أسعار الخامين القياسيين أكثر من 5 بالمئة خلال تداولات اليوم .
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في فيليب نوفا، إن أسواق النفط ركزت إلى حد كبير على سرد التوقعات الاقتصادية العالمية الضعيفة التي تؤثر على الطلب على الوقود.
ومع ذلك، قال ساشديفا: “إن مقياس التوترات سرعان ما تحول نحو المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط بعد أن أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل”.
قالت إيران في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى إذا لم تحدث استفزازات أخرى، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وقالت طهران إن أي رد إسرائيلي على الهجوم، الذي قالت إسرائيل إنه شمل أكثر من 180 صاروخا باليستيا، سيقابل “بدمار واسع النطاق”.
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط يوم الأربعاء، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال محللون في بنك إيه إن زد في مذكرة إن التدخل المباشر لإيران، العضو في منظمة أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأضافوا أن إنتاج البلاد من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس.
وقالت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة “إن التصعيد الكبير من جانب إيران قد يؤدي إلى جلب الولايات المتحدة إلى الحرب. وتمثل إيران نحو 4% من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية”.
تجتمع لجنة من وزراء أوبك وحلفائها، تسمى أوبك+، في وقت لاحق من يوم الأربعاء لمراجعة السوق، ولا يتوقع إجراء أي تغييرات في السياسة. ومن المقرر أن ترفع أوبك+، التي تضم روسيا، الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا شهريا اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول.
وقال بنك ANZ في مذكرة “أي اقتراح باستمرار زيادات الإنتاج قد يعوض المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط“.
كانت بيانات المخزونات الأميركية متباينة: إذ انخفضت مخزونات النفط الخام والمقطرات الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات البنزين، حسبما قالت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء.
وقال ساشديفا من فيليب نوفا إن مستثمري النفط سيراقبون عن كثب بيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية المقرر صدورها يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن تؤثر على توقعات التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، وهو ما قد يساعد الطلب على النفط في الأمد البعيد من خلال تحفيز النشاط الاقتصادي بشكل عام.