أخبار العالم

مبادرة «بيرل» تُصدِر «سلسلة دليل الامتثال» المكونة من 3 أجزاء لتعزيز الحوكمة وأخلاقيات الشركات في منطقة الخليج العربي

• معيار LRN للثقافة الأخلاقية: الثقافات الأخلاقية القوية تُعزز الأداء التجاري بنسبة %40 – بجميع المقاييس، بما في ذلك مستويات رضا العملاء، وولاء الموظفين، والابتكار، والقدرة على التكيف، والنمو.


أعلنت «مبادرة بيرل»، وهي منظمة غير ربحية هدفها تعزيز المُساءلة المؤسسية في منطقة الخليج العربي بقيادة القطاع الخاص، عن إبرام شراكة مع مؤسسات رائدة تضم «مجموعة stc »، و«مجموعة شلهوب»، و«سابك»، و«سيمنز»، ، و«شركة اتحاد المقاولينCCC »، وذلك لإصدار «سلسلة دليل الامتثال».

أقرأ أيضا.. برنامج “مبادرة بيرل” يُعزز توعية 53% من قادة الأعمال المنتسبين للمبادرة


تشير العديد من الدراسات إلى أهمية تبني الشركات لثقافة مؤسسة تقوم على الأخلاقيات المهنية لتعزيز أدائها؛ إذ تُظهر دراسةLRN أن الشركات التي تتمتع بثقافات أخلاقية قوية تتفوق بنسبة تقريباً 40% على نظرائها في جميع مقاييس الأداء التجاري، ما يبرز أهمية الموضوعات التي تتناولها هذه السلسلة المكونة من ثلاثة أجزاء وتركز على :مشاركة القادة والمُساءلة، وثقافة داعمة لحرية التعبير والإبلاغ، و التواصل و الاتصالات، وهي مُصمَّمة لتوفير موارد سهلة الوصول في مجالات الامتثال الرئيسية، بهدف تزويد المؤسسات بمعلومات قابلة للتطبيق العملي لمساعدتهم في التعامل مع التحديات والتعقيدات المرتبطة بالنزاهة والأخلاقيات المهنية .


يعد هذا الحدث جزءًا من مخرجات برنامج “أفضل الممارسات لمكافحة الفساد” التابع لمبادرات بيرل، والذي شاركت في تطويره وتمويله مجموعة stc. ويؤكد البرنامج على أهمية النزاهة والمساءلة والشفافية في العمليات التجارية
وقد دشَّنت «مبادرة بيرل» هذه السلسلة في فعالية تضمنت حلقة نقاش بعنوان «القيادة بنزاهة: التعامل مع الأخلاقيات والحوكمة المؤسسية»، تحدثت فيها د. “بسمة الزامل”، الاستشارية لدى شركة «إل جي إيه أدفايزور»، والمدير العام السابق للموارد البشرية المؤسسية في «مجموعة الزامل». وقد أدار “عمران الزماني”، أمين مجلس الإدارة ومستشار قانوني أول لدى «دانة غاز»، حلقة النقاش التي سلطت الضوء على دور الحوكمة العائلية في توجيه الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية نحو التميز الأخلاقي.


وشاركت د. “بسمة” معرفتها الواسعة عن الحوكمة العائلية، قائلة: “إن الأساس الأخلاقي الذي يضعه المؤسسون هو الركيزة التي تستند إليها الشركات العائلية، من خلال غرس تلك القيم في ثقافة الشركة. ويعتبر الالتزام على جميع المستويات ضرورة لضمان أن يستمر إرث النزاهة عبر الأجيال”.


واستعرض الحدث إصدار “سلسلة دليل الامتثال” بحضور لجنة تضم أعضاء من مجموعة عمل “مبادرة بيرل” لمكافحة الفساد وخبراء متخصصين، من بينهم: “جليل غاني” كبير مستشاري الامتثال والأخلاقيات المؤسسية في مجموعة stc ، و”نافيد أنصاري” نائب رئيس أول ومدير الامتثال في “سيمنز الشرق الأوسط”، و”فادي جبور” رئيس مدراء المكاتب القطرية في “مجموعة شلهوب”، و”جهاد حكمي” المدير العام وكبير المستشارين في “سابك”، و”مشاعل الدوسري” المستشارة القانونية والامتثال في شركة ” شركة اتحاد المقاولينCCC “.


وتناولت حلقة النقاش مختلف جوانب الأخلاقيات المؤسسية. وتضمت المواضيع المطروحة الدور المحوري للقيادة في تعزيز ثقافة أخلاقية في الشركات، وأهمية وجود ثقافة مؤسسية تدعم موظفيها وتمكنهم من التعبير عن آرائهم والإبلاغ عن التجاوزات السلوكية، وفعالية التواصل بمختلف الطرق والقنوات، تحديداً عن طريق السرد القصصي، في بيان السلوكيات الأخلاقية وترسيخها.


خلال النقاش، ميّز “نافيد أنصاري” بين الأخلاقيات والامتثال، قائلاً: “يختلف مفهوم الأخلاقيات عن مفهوم الامتثال رغم أن هذين المصطلحين يستخدمان عادة للإشارة لذات المعنى، إذ يُعنى كل منهما بجوانب مختلفة من السلوكيات المؤسسية. من جهة، تتعلق الأخلاقيات والنزاهة بالنسيج الثقافي للمنظمة المتمثل بالمبادئ الأخلاقية التي توجه القرارات والأفعال، وهي الثقافة الأخلاقية التي تضع أسس الثقة والاحترام بين موظفي الشركة ومع المجتمع الخارجي. أما الامتثال، فيتعلق تحديداً بالالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها.

من المهم فهم هذا الاختلاف لأنه يحدد طريقة تعاملنا مع كل من هذين المفهومين. وفي حين أن الامتثال يضمن تلبية المعايير القانونية الخارجية، يرتبط مفهوم الأخلاقيات بالتزامنا الداخلي بالعمل النزيه وفعل الصواب، لا الاكتفاء بأداء الواجبات المطلوبة فحسب. ومع كل التغيرات السريعة المحيطة بنا، تلح الحاجة اليوم أكثر من ذي قبل لتوفير مساحات آمنة للموظفين يطمئنون فيها للتعبير عن نجاحاتهم وإخفاقاتهم وتجاربهم. حرية التعبير ليست مجرد حرية للإبلاغ عن المخالفات، بل هي ثقافة من الشفافية والانفتاح والحوار.”


وتأكيداً على أهمية الأخلاق في ثقافة الشركات، قال “فادي جبور”: “الأخلاقيات المؤسسية ضرورية ليس فقط لأنها تساعد الشركات على حماية سمعتها، بل ولأنها تخلق أيضاً بيئةً تشجع الموظفين على التطور المستمر والتعبير عن النفس وتغرس بين الموظفين إحساساً قوياً بالمسؤولية “.


وجدير بالذكر أن “دانة عبود”، مديرة «برنامج أفضل الممارسات لمكافحة الفساد»، في «مبادرة بيرل»، قد أشرفت على عملية صياغة الدليل المُكون من ثلاثة أجزاء بالتعاون مع أعضاء «مجموعة العمل لمكافحة الفساد»، وأدارت حلقة النقاش التي انعقدت بمناسبة إصدار الدليل، مشددة على قيمة هذه الموارد، وقالت: «حرصنا في صياغة هذا الدليل على أن يكون محتواه تمهيديَّا ومناسباً للمؤسسات التي تستهل رحلتها على طريق الامتثال. ويتميز الدليل بتقديم طرق عملية مُستَمَدَة من تجارب المؤسسات المشاركة ليسهل على الشركات تطبيق المفاهيم النظرية وممارستها بفعالية على أرض الواقع».


وتطرح الأجزاء الثلاثة للدليل القضايا التالية:


• «دليل مشاركة القادة والمُساءلة»: يبرز هذا الدليل الدور الفاصل الذي يؤديه القادة في تأسيس معايير أخلاقية داخل مؤسساتهم والحفاظ عليها، والتأكيد على أهمية انتهاج القادة للمعايير وتحفيزهم الدائم للموظفين على الامتثال لها لأن ذلك هو ما يُحدد المناخ الأخلاقي السائد في المؤسسة.


• «دليل ثقافة داعمة لحرية التعبير والإبلاغ»: يدعو هذا الدليل المؤسسات إلى تبني ثقافة مؤسسية تشجع الموظفين على التعبير عن آرائهم والإبلاغ عن التجاوزات والمخاوف، ويبين كيفية تعزيز بيئة داعمة وآمنة للموظفين تؤمن الحماية لهم لتضمن تمسّكهم بالشفافية والنزاهة.


• «دليل التواصل والاتصالات»: يوضح هذا الدليل أهمية التواصل الفعال مع الموظفين للتأكيد على الالتزام بالممارسات الأخلاقية والنزاهة، وضمان فهم جميع الموظفين بلا استثناء للقيم الأخلاقية وامتثالهم وممارستهم لها.
ومن شأن “سلسلة دليل الامتثال” هذه أن تعزز التزام المؤسسات الإقليمية والدولية المشترك بخلق بيئة أعمال أخلاقية، وهي شهادة على المجهود الموحد الذي تبذله تلك الكيانات من أجل الارتقاء بالمعايير وإيثاق النسيج الأخلاقي لمجتمع الأعمال في منطقة الخليج، لتقدم بذلك معياراً جديداً للنزاهة المؤسسية على مستوى المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى