مقالات

التكنولوجيا في قبضة الحروب هل يتحول الهاتف إلى قنبلة في يدك؟

هل نحن في حاجة إلى ميثاق شرف لشركات التكنولوجيا في زمن السيطرة الرقمية؟

تقرير: جلف تك نيوز

في عالمنا الحديث، التكنولوجيا لم تعد مجرد وسيلة للتواصل أو تسهيل الحياة اليومية، بل أصبحت أداة قادرة على قلب موازين الحروب وإعادة تشكيل حدود الأمان والخصوصية. الحادثة الأخيرة التي هزت العالم كانت تفجير البيجر في جنوب لبنان، والتي طرحت تساؤلات جدية حول مدى استخدام التكنولوجيا كسلاح خفي في الحروب الحديثة. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ ومن المسؤول؟

التكنولوجيا في قلب المعركة

وفقًا لتقارير متعددة، بدأ التداخل بين الحروب الحديثة والتكنولوجيا يتسع بشكل لم يكن متوقعًا قبل عقد من الزمن. وسائل الاتصال الشخصية، مثل الهواتف الذكية والأجهزة المتصلة بالإنترنت، أصبحت الآن أدوات يمكن استغلالها في تتبع الأفراد، وجمع المعلومات السرية، وحتى تنفيذ الهجمات. التفجير الذي شهدته منطقة جنوب لبنان استخدم تقنية تُشبه جهاز البيجر، ما أثار ذهولًا عالميًا حول استخدام مثل هذه الأجهزة اليومية في أعمال عدائية.

تشير التقارير إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى ليست بمعزل عن هذا النقاش. فبيعها لهذه الأجهزة على نطاق واسع يجعلها على دراية بإمكانية استغلال هذه الأدوات في أغراض أخرى غير التي صُممت لها. في هذا السياق، يُطرح التساؤل: هل ينبغي لهذه الشركات أن تتحمل مسؤولية أكبر في مراقبة كيف وأين تُستخدم تقنياتها؟

قضية الإفصاح عن البيانات الشخصية

اليوم، أصبحنا مكشوفين للعالم أكثر من أي وقت مضى. الهواتف الذكية، الساعات الذكية، وحتى الشاشات الذكية التي تزين منازلنا، تتيح للشركات إمكانية الوصول إلى بياناتنا بشكل غير مسبوق. ولكن السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن تُستخدم هذه البيانات بشكل يضر بنا؟

ذكر في دراسة حديثة صادرة عن مركز “حماية البيانات الدولية”، 67% من المستخدمين يشعرون أن بياناتهم الشخصية غير آمنة على الإنترنت، بينما يرى 45% منهم أن الحكومات تساهم في زيادة هذا الخطر بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى.

تقارير ودراسات حول استخدام التكنولوجيا في الحروب

الحادثة اللبنانية ليست الوحيدة التي تبرز فيها التكنولوجيا كعامل مؤثر في الصراعات. في العام الماضي، نشرت “مؤسسة ستانفورد للتكنولوجيا والحروب” تقريرًا يشير إلى أن 35% من النزاعات المسلحة الحديثة تتضمن استخدامًا مباشرًا أو غير مباشر للتكنولوجيا الرقمية، سواء في جمع البيانات الاستخباراتية أو تنفيذ الهجمات السيبرانية.

ويُشير التقرير إلى أن هناك فجوة قانونية واضحة فيما يتعلق بمحاسبة الشركات التي تساهم، عن عمد أو غير عمد، في تسريب هذه التقنيات إلى أيدي المتحاربين. فحتى الآن، لم تُسنّ قوانين واضحة أو ميثاق شرف ملزم يحدّ من مشاركة هذه البيانات أو المعلومات السرية.

هل يجب محاسبة شركات التكنولوجيا؟

تصاعدت الدعوات مؤخرًا لمحاسبة شركات التكنولوجيا التي تتورط في تسريب البيانات أو تسهيل استخدام تقنياتها في النزاعات المسلحة. في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، اقترح الباحث التقني “جوناثان مكاي” وضع ميثاق شرف دولي لشركات التكنولوجيا، يُلزمها بعدم الإفصاح عن البيانات الحساسة أو بيع تقنياتها لأطراف قد تستخدمها في أعمال عدائية.

على الجانب الآخر، دافعت شركات التكنولوجيا عن نفسها بقولها إنها لا تستطيع التحكم في كيفية استخدام العملاء لتقنياتها بعد البيع، وأن مسؤولية حماية البيانات تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات الأمنية.

هل نحن بصدد انفجار تكنولوجي؟

من الواضح أن العالم يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الحروب التكنولوجية، حيث لم تعد المعركة تدور حول السلاح التقليدي فقط، بل انتقلت إلى ميدان جديد حيث تكون الأجهزة الصغيرة في جيوبنا أو على معاصمنا جزءًا من هذه المعركة. ومع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا، يبقى السؤال: هل نحن في مأمن؟

مقالة حديثة في “مجلة التقنية العالمية” تناولت هذه التساؤلات بجدية، مشيرة إلى أن الدول المستوردة للتكنولوجيا، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على المنتجات الغربية، قد تكون أكثر عرضة لمثل هذه التهديدات. فالتكنولوجيا المشتراة قد تحمل في طياتها شفرات أو برامج تمكن الجهات المصنعة من الوصول إلى معلومات حساسة عن الأفراد أو الحكومات.

ميثاق شرف تكنولوجي

في ضوء التطورات الأخيرة، تزداد الحاجة إلى وضع ميثاق شرف عالمي لشركات التكنولوجيا. هذا الميثاق يجب أن يضمن عدم استخدام التقنيات الحديثة في أعمال عدائية، أو انتهاك الخصوصية الشخصية للأفراد. لقد حان الوقت لتتحمل الشركات مسؤولية أكبر، ليس فقط تجاه المستخدمين، ولكن تجاه العالم أجمع.

الأسئلة التي تطرح نفسها الآن هي: هل نحن مستعدون لعالم تُستخدم فيه التكنولوجيا كسلاح؟ وهل ستلزم الشركات الكبرى بالتحرك لوقف هذا الاستخدام الضار؟ فقط الزمن سيجيب.

اقرأ ايضا كل ما تود معرفته عن جهاز البيجر وتاريخه واستخداماته

#Kaspersky
#كاسبرسكي
#HUAWEI
#HONOR
#LG
#إل جي
#إريكسون
#MasterCard
#OSN
#ericsson

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى