أخبار عامة

العمل المشترك من أجل مستقبل مشرق للتبادلات الحضارية بين الصين والسعودية

باي يوي إعلامي وجيه

عُقد منتدى نيشان حول الحضارة العالمية باعتباره حدثا مهما للتواصل الثقافي في تشيوفو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين في الفترة من 9 إلى 10 يوليو الجاري. ويقام المنتدى تحت شعار “علاقات الحضارات والتحديث العالمي”.

تقع أرض نيشان المقدسة على جبل نيشان، وهي منطقة ذات مناظر خلابة شهيرة وقاعدة للتجربة الثقافية، حيث يمكن للناس التعرف على الثقافة الصينية التقليدية. وتشتهر مدينة تشيوفو بأنها مسقط رأس كونفوشيوس، وتضم العديد من مواقع التراث الثقافي.

يعد هذا المنتدى منصة دولية للحوار والتبادل الأيديولوجي والثقافي تحت عنوان ”إجراء الحوار بين الحضارات المختلفة في العالم”، ويهدف إلى تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

حاليًا، تمر العلاقات الصينية العربية بأفضل مراحلها في التاريخ، هذا العام هو “عام الثقافة الصينية-السعودية 2025″، حيث قام وزير الثقافة السعودي ووزير السياحة ووزير الإعلام بزيارة الصين على التوالي، حيث أجروا تبادلات عميقة مع الجهات المعنية الصينية، وتم توقيع عدة اتفاقيات تعاون في مجالات الثقافة، والآثار، والمقتنيات، والسينما، والإعلام، مما يضيف زخماً جديداً على التبادل الثقافي بين الصين والسعودية.

في السنوات الأخيرة، شهدت التبادلات بين الشعبين الصيني والسعودي ازدهارًا ملحوظًا، حيث نُظمت العديد من الفعاليات الثقافية. فقد استضاف متحف القصر الإمبراطوري ببكين معرض “العلا: واحة العجائب في شبه الجزيرة العربية”، كما أقيمت فعاليات “ليالي الفيلم السعودي ” في عدة مدن صينية، مما أتاح للجمهور الصيني فرصة التعرف على سحر السينما السعودية ومضامينها الثقافية الفريدة.

وبصفتها ضيف الشرف في الدورة الثالثة لمعرض بكين الدولي للكتاب، قدمت السعودية عروضًا ثقافية شملت الأزياء التقليدية، القهوة، التمر، والآلات الموسيقية الشعبية. كما افتتحت مكتبة الملك سعود فرعًا لها في جامعة بكين، وشارك علماء آثار من البلدين في أعمال تنقيب مشتركة في موقع ميناء سيلينغ، في حين حاز أول مسلسل رسوم متحركة مشترك الإنتاج بين الصين والسعودية “كونغ شياو شي وهاكيم” على إعجاب الأطفال.

وتُعد صناعة النشر جزءًا مهمًا من الصناعات الثقافية، لما لها من دور بارز في توارث الحضارات وتطويرها. في عام 2023، وقعت الصين والسعودية خطة تنفيذية لمشروعات في مجالات الأدب والنشر والترجمة. ووفقًا للخطة، سيدعم الطرفان الترجمة المتبادلة ونشر المؤلفات الكلاسيكية والمهمة في كلا البلدين، والمشاركة في معارض الكتب التي تُقام في كل منهما،

وذلك لبناء جسر للحوار بين الشعبين من خلال الأعمال الأدبية، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية، بما يُسهم في دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية إلى آفاق أرحب. وقد تم عرض العديد من الكتب المترجمة إلى العربية حول مبادرة “الحزام والطريق”، مثل “شي جين بينغ حول الحكم والإدارة” و”الموسوعة المصورة لتاريخ طريق الحرير”، في السعودية، ما وفر للقراء نافذة لفهم إنجازات هذه المبادرة بصورة أعمق.

وفي الوقت نفسه، تعمل الصين والسعودية بنشاط على ترسيخ الأساس الشعبي للتعاون وتوسيع التبادلات بين الأفراد. فقد نظمت المملكة العربية السعودية فعاليات ترويجية سياحية في عدة مناطق داخل الصين. وفي يوليو من العام الماضي، أصبحت السعودية رسميًا من الدول المسموح لبرامج السياحة الجماعية للمواطنين الصينيين بالسفر إليها .

وفي مايو من هذا العام، شارك الوفد الصيني في معرض سوق السفر العربي كوفد موحد لأول مرة منذ عام 2019، حيث عرض صورة شاملة عن السياحة الصينية وعرّف بسياسات وخدمات تسهيل دخول السياح إلى الصين. ومنذ بداية العام الجاري، شهد عدد السياح الصينيين المتوجهين إلى السعودية زيادة ملحوظة.

ومع تطور العلاقات الصينية-السعودية، شهدت المملكة العربية السعودية موجة من الإقبال على تعلم اللغة الصينية. فمنذ عام 2019، أدرجت الحكومة السعودية اللغة الصينية ضمن نظام التعليم الوطني، وأطلقت سلسلة من الإجراءات لتشجيع الطلاب على دراستها. وفي الوقت الراهن، يوجد في السعودية أربع جامعات تقدم تخصص اللغة الصينية، وقد بدأت أول معهد كونفوشيوس في البلاد العمل فعليًا في عام 2023.

زار إبراهيم الجميلس، عميد الجانب السعودي لمعهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان، الصين مرتين. و في رأيه، عن اهمية التبادلات الثقافية بين الدول العربية والصين .

يقول إن الثقافة هي الجسر المهم بين الدول العربية والصين، ومع ازدياد عدد الأشخاص الذين يتعلمون لغة الطرف الآخر، تزداد معرفتهم ببعضهم البعض. إنه واثق من أن الصداقة بين السعودية والصين، وبين الدول العربية والصين، ستصبح أقوى وأعمق.

وفي هذا العام، ستنظم الصين والسعودية فعاليات مميزة على مدار العام في إطار “ عام الثقافة الصينية-السعودية 2025“. وفي المستقبل، سيواصل شعبا البلدين تعميق التبادلات في مختلف مجالات التبادل الإنساني والثقافي، والعمل معًا من أجل بناء مستقبل مشرق للتفاهم والتبادل الحضاري بين الصين والسعودية.

بقلم: باي يوي إعلامي وجيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى