سوق تجهيز المتاجر الفاخرة في الشرق الأوسط يتوقع نمواً بمقدار الضعف بحلول عام 2030 وسط ارتفاع الطلب على المهارات الحرفية والاستدامة

- توقعات بنمو سوق تجهيز المتاجر الفاخرة من 16.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023 إلى 32.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030
- توقعات بوصول قيمة سوق الملابس المخصصة في الشرق الأوسط إلى 70.67 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2032 وسط ارتفاع الطلب على المهارات الحرفية المتفردة
- توسع قطاع التجزئة في المملكة العربية السعودية بإضافة ما يزيد عن 90 مشروع تجزئة فاخر خلال عام 2024 لتعزيز مستهدفات رؤية المملكة 2030
يشهد سوق تجهيز المتاجر الفاخرة في الشرق الأوسط نمواً طردياً مع توقعات بزيادة قيمته بمقدار الضعف تقريباً من 16.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023 إلى 32.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. ويُعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى ارتفاع الطلب على الحرفية المخصصة والمبادرات القائمة على الاستدامة والاستثمارات واسعة النطاق في قطاع التجزئة في جميع أنحاء المنطقة[1].
كما ارتفعت الاستثمارات في البنية التحتية لقطاع التجزئة في الشرق الأوسط، مع توجه أبرز شركات تجهيز المتاجر لدمج المواد المستدامة والحرفية عالية الدقة والابتكار الرقمي ضمن حلولها الرامية إلى الارتقاء بتجارب العملاء. وبدورها، لعبت أبرا، الشركة المتخصصة في مجال تجهيز المتاجر الفاخرة والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، دوراً محورياً في هذا التطور، حيث أسهمت في أكثر من 90 مشروع تجزئة فاخر في المملكة العربية السعودية خلال عام 2024[2]. وبينما تُسرّع المملكة جهودها لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، تغتنم شركات تجهيز المتاجر الفرص المتاحة أمامها في مراكز التجزئة عالية النمو.
ومن جانبها، نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها بصفتها وجهة رائدة في قطاع تجهيز[3] المتاجر الفاخرة، معتمدة على دمج الحرفية والاستدامة والابتكار في المساحات المخصصة لتجارة التجزئة. وتُسهم مبادرات حكومية بارزة، مثل سجل أبوظبي للحرفيين والأجندة الوطنية الخضراء 2030، في دعم جوانب الحرفية والاستدامة في مشاريع تطوير المتاجر الفاخرة، فضلاً عن التوسع السريع في قطاعات التجزئة والضيافة والسكن الراقية.
تتجه العلامات الفاخرة بشكل متزايد نحو تصميم مساحات التجزئة لديها بما يُلبي التفضيلات الخاصة بالمستهلكين في المنطقة بما فيها من حصرية وأصالة وبراعة الحرفة. وينعكس هذا الاتجاه في سوق الملابس المخصصة في الشرق الأوسط، والذي من المتوقع أن ينمو من 46.75 مليون دولار أمريكي في عام 2024 إلى 70.67 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2032[4].
ومن ناحية أخرى، ينمو سوق الحرف اليدوية في الشرق الأوسط بمعدل سنوي مركب يبلغ 7.2% (2022-2028)[5]، مدفوعاً باهتمام المستهلكين بالفنون الحرفية التقليدية. وبدورها، تشهد العلامات ودور التصميم المحلية طلباً متزايداً مع سعي المستهلكين إلى الحصول على تصميمات حرفية عالية الجودة مفصلة حسب الطلب في مجالي الأزياء والديكورات الداخلية لمتاجر التجزئة.
وأسهم حضور دبي المتنامي في مجال التجزئة في تكريس مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الفخامة العالمي. وتشهد مراكز التسوق ومساحات التجزئة عمليات تحوُّل واسعة النطاق، بما في ذلك مشروع توسعة مول الإمارات بقيمة مليار درهم إماراتي لإضافة 40 متجراً جديداً من متاجر التجزئة الراقية وتعزيز جاذبية المدينة كوجهة فاخرة للتسوق.
وتتجاوب متاجر التجزئة الفاخرة مع هذا الاتجاه من خلال دمج التصاميم المستوحاة محلياً والحرفية الراقية في مفاهيم متاجرها. ويُشكل التعاون الأخير بين أبرا والعلامات العالمية الفاخرة مثل دولتشي آند جابانا وإيف سان لوران وجيرلان خير دليل على هذا، حيث تمزج متاجرها المصممة خصيصاً بسلاسة بين الفن المحلي العناصر الجمالية لمتاجر التجزئة العصرية.
وفي منحى آخر، يرسم الوعي البيئي مستقبل تجهيزات متاجر التجزئة الفاخرة، حيث يتجه قادة القطاع إلى دمج مواد البناء المستدامة وأنظمة الطاقة الفعّالة ومفهوم التوريد المسؤول ضمن عملياتهم. وحصلت شركات مثل أبرا بالفعل على شهادة أيزو 14001 للإدارة البيئية، بينما تم تصنيفها ضمن أفضل 15% من الشركات المستدامة من قبل إيكوفاديس، مما يعكس التزامها بالحرفية المسؤولة.
يواصل مشهد التجزئة في دولة الإمارات تطوره خلال المرحلة المقبلة مع تركيز خاص على التحوّل الرقمي وتحسين التصاميم بواسطة الذكاء الاصطناعي وتقنيات البناء الصديقة للبيئة. وسيكون بمقدور شركات تجهيز المتاجر الفاخرة التي تدمج بين هذه العناصر المساهمة بشكل فاعل في تشكيل مستقبل قطاع التجزئة الفاخرة في المنطقة.
ويتوقع خبراء القطاع أن تتصدر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات معدلات نمو تجارة التجزئة الفاخرة في الشرق الأوسط في العقد القادم، مدفوعة بطلب المستهلكين على التسوق التجريبي والمبادرات القائمة على الاستدامة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال أناند كومار، المدير الإداري لشركة أبرا: “تُعد مراكز التسوق العملاقة وتجار التجزئة والعلامات حديثة العهد والطلب على متاجر التجزئة التجريبية والتي تستحق التصوير عوامل رئيسية لدفع عجلة الموجة المقبلة من التجزئة الفاخرة، والتي تتطلب مزيجاً بين الحرفية التقليدية والابتكار”.
وفي ضوء التوقعات بنمو القطاع بمقدار الضعف بحلول عام 2030، يضمن التزام دولة الإمارات بالتميُّز في الحرفية والاستدامة تعزيز مكانتها في طليعة قطاع تصميم تجارب التجزئة الفاخرة على مستوى العالم.