مقالات

مواجهة المشهد الإقليمي والدولي: فرصة لمراجعة وصياغة رؤى المستقبل

مواجهة المشهد الإقليمي والدولي: فرصة لمراجعة وصياغة رؤى المستقبل

الرؤية المصرية (مصر 2030) هدف لا بد ان يكتمل

بقلم محمد حلمي الحساني

الأحداث حولنا تتطور بسرعه وتتكشف مواقف وتغيرات ، يتوجب معها ان توظنا من غفلة او قصور في الالمام ببعض القضايا، اذ من الفطنة المرونة واعادة ترتيب الاوراق طبقا للمعطيات حولنا، فنحن لسنا بمعزل عن العالم حولنا، ولسنا بهدف للمشاريع الاقليمية ان صح التعبير.

ثبت من التغيرات حولنا ان فكرة التحالفات أو المعاهدات أو حتى الارتباطات الاقتصادية ، تختلف جليا مع الاوضاع وما يتمخض عنه تبادل القوى في الشرق الاوسط والعالم، حتى فكرة العداء والثأر والاختلاف العرقى والمذهبي أو ماشابه تنجلي حولنا لأوضاع مغايرة.

فمن الفطنة ان نراجع انفسنا ونصحح بعض المواقف والتوجهات، تمشيا مع ما يحدث حولنا، وذلك بوضع تصور مرن ومدروس للتعامل مع الاحداث والمواقف حولنا.

وعليه يجب ان نتوقف لقراءة المشهد جيدا ومتابعة دقيقة للاحداث حولنان ومن ثم وضع التصور المصري للتعامل مع القضايا الشائكة في الدول حولنا وانعاكسها على الدولة المصرية.

التعاطي مع المشهد الإقليمي والدولي حولنا

اولا: التأني في اخذ المواقف وعدم الانجرار نحو تصدير اي مواقف او تصريحات او بيانات تحدي باعتبار ان الامور بعيدة ما عن مصر، وكذلك عدم الانجرار وراء الاعلاميين ممن يصرحون وكانهم الموقف المصري الرسمي ، بحكم ترهات انهم قريبين من صناع القرار او هكذا تصفهم بعض القنوات من اجل الحصوص على موقف مصري يثير شغفهم نحو جر مصر في قضايا المنطقة.

ثانيا: بعد الخبرة الطويلة والاحداث الكثيرة التي مرت بها مصر والمنطقة، يطمئن المواطن نحو قراءة جيدة من القيادة للاحداث حولنا.

ثالثا: نحتاج الى كونسولتو مستشارين ، او لجنة ازمة او لجنة صياغة لرؤية ومشروع قومي ، تتكون من كفاءات حقيقية في كل المجالات لتقرأ على عجل ما حدث وما يحدث في مصر بشكل تصحيحي لاي قصور حادث، للخروج بتصور متفرد مختلف يقرأ المشهد القادم بشكل دقيق، لخلق مشروع قومي مصري يشمل كل الجوانب اجتماعي اقتصادي سياسي، يتعدى الشعارات الى التعامل مع النظام الاقليمي والعالمي الجديد.

الرؤية المصرية (مصر 2030) وضروة المراجعة

لقد كانت الرؤية المصرية ( مصر 2030) والتي اقرتها الدولة المصرية في فبراير عام 2016م، والتي شملت ابعادا اقتصادية واجتماعية وبيئية، وطموحات نبيلة في كل القطاعات ولكن بعد 9 سنوات يتسائل المواطن ماذا تحقق من هذه الرؤية ؟

لقد غاب عنها بعدين اساسيين هو المشاركة المجتمعية في هذه الرؤية، وكذلك كشف حساب ومحاسب القائمين عليها، او حتى تقارير عن ما تم انجازه، وليس ادل على ذلك من بقاء عناصر الفشل في مناصبهم لفترات طالت بدون طائل.

عاصرت مشاريع الرؤية حولنا، وكيف انها تعدت من مرحلة الحلم وصعوبة التحقيق الى انجازات على الارض، الرؤية السعودية ( السعودية 2030) التي اطلقها ولي العهد الامير محمد بن سلمان ، كان التحدي الاساسي لها ايمان ومشاركة المجتمع السعودي هذه الرؤية الشابة ، والتحدي الثاني هو خلق الكوادر التي تحقق هذه الرؤية فقد كان التغير سريعا في الوزراء والقيادات حول الامير لمن يخفق في تفهم اهداف الرؤية كل في مجالة.

وقد تجاوزت الرؤية الاهداف الى انجازات على الارض في كل المجالات ، وقد كان اهم نجاح ان يتحمل الرؤية ويتفهما ويعيشها كل مواطن ومقيم على الارض السعودية، والنتيجة الاهم تحققت على الارض في التغير المجتمعي الذي فاق التصور، خلال مدة بسيطة منذ اقرار الرؤية السعودية 2030 في عام  ابريل 2016 م

المشاركة المجتمعية في الرؤية

نحتاج في مصر الى مشاركة مجتمعيىة في الرؤية المصرية، ومعلومات اكثر دقة عن ما يتم على الارض من مشاريع وحجم الانجاز ، نحتاج فكر تجديد في تسويق الرؤية لدى المواطن والعالم وتغيير في خطابنا للعالم من حولنا ،اصلاح جذري في تواصلنا مع من حولنا ، وتغيير في التعاطي مع القضايا والشعوب من حولنا ، والاهم التغيير نحو قبولنا للاخر.

نحتاج ايمانا من الحكومة بشعبها باهمية مشاركة الشعب المصري، ونزع فكرة ان الحكومة تعرف اكثر، وبشكل عاجل خطوات عملية لاصلاحيات هيكلية وتحول رقمي سريع لرقمنة كل المصالح الحكومية ومنظومات الخدمات حولنا، والتعامل بشفافية الرقمنة التي اتبعتها دول كثيرة حولنا.

مواجهة المشهد الإقليمي والدولي: فرصة لمراجعة وصياغة رؤى المستقبل

اقرأ ايضا “انتهازية الحكومة” ومبادئ الأب “رب الأسرة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى