سعوديتان تطوران أبحاثاً علمية باستخدام التقنيات الحديثة
الهدف تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في التجمعات الصحية في السعودية
جمال علم الدين
تمكنت باحثتان من جامعة أم القرى بقسم علوم الحاسب الآلي من تقديم دراستين علميتين، باستخدام التقنيات الحديثة، حيث تهدف الدراسة إلى تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في التجمعات الصحية في السعودية.
الدكتورة مشاعل اللهيبي، أستاذ مساعد في قسم علوم الحاسب بجامعة أم القرى، أجرت بحثاً علمياً حول تطوير نموذج آلي ذكي يستطيع التنبؤ بالعدوى الغذائية باستخدام الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الدكتورة أماني اللهيبي أخصائية التغذية العلاجية في مستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل.
الذكاء الاصطناعي
وقالت اللهيبي المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لـ”العربية.نت” إن البحث ركز على منهجية حديثة في التعلم الآلي التي تهدف إلى تقديم تفسيرات واضحة وحلول ذكية لاكتشاف أهم العوامل التي تساهم بشكل رئيس في انتقال العدوى الغذائية سواء البكتيرية أو الفيروسية، بالإضافة إلى استكشاف إمكانية نمذجة مكونات الأغذية في التنبؤ المبكر بتلك العدوى الغذائية لمنع حدوثها وتفشيها في التجمعات الكبيرة.
كما كشفت اللهيبي إمكانية وجود مسببات أخرى قد تؤثر بشكل تكاملي مع الأغذية في انتقال العدوى مثل مواقع طهي الوجبات، أو وجود مكونات ملوثة أثناء الطهي أو مكونات نيئة غير مطهوة جيداً حسب علاقة تلك الأسباب بكل عدوى غذائية خاصة مع العدوى الغذائية البكتيرية.
أقرأ ايضا “السعودي الألماني الصحية ” وام القرى” توقعان مذكرة تفاهم للتدريب والتطوير الطبي الأكاديمي
وأشارت إلى أن نتائج التجارب أثبتت كفاءة النماذج الذكية في التنبؤ بالعدوى الغذائية مثل “السلمونيلا” و”النوروفيروس” واكتشاف المسببات الرئيسية في انتقال العدوى الغذائية، “مما تقدم رؤى واعدة في التطبيقات الصحية المستقبلية”.
وأوضحت أن انتشار العدوى الغذائية البكتيرية أو الفيروسية من أكثر التحديات التي تتزامن مع المواسم المزدحمة التي تتضمن عادةً أعداداً هائلة من الزوار كموسمي الحج والعمرة.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن 600 مليون إصابة سنوياً بالعدوى الغذائية حول العالم، حيث إن 4 ملايين منهم يتم تسجيلهم وفيات، ولذلك يركز الباحثون في مجال تشخيص العدوى الغذائية مراقبة الأسباب الرئيسية لانتقال العدوى والتنبؤ بتفشي الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، ويتم ذلك عبر طرق تحديد وتشخيص الأمراض باستخدام الاختبارات البيوكيميائية والتحليل الإحصائي أو خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
استخراج مسارات الرعاية الصحية
أما الدكتورة أميرة الحربي، أستاذ مساعد بقسم علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات بجامعة أم القرى، فقدمت دراسة بعنوان استخراج مسارات الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التنقيب في الأحداث الطبية healthcare process mining.
وقالت الحربي لـ”العربية نت”، إن الدراسة تناولت فكرة أهمية تبني الذكاء الاصطناعي ونمذجة المسارات العلاجية المقدمة في التجمعات الصحية تحديدا بمستشفيات المشاعر المقدسة كمستهدف أولي وإمكانية تحسينها والكشف عن مواطن القوة والضعف فيها مما يساعد بشكل مباشر على صحة المريض.
وأضافت أن هذه التقنية يتم تفعيلها لتمكين متخذي القرار في الرعاية الصحية من متابعة جودة تقديم الخدمات الطبية وتحسين تجربة الحاج المريض.
وتابعت الحربي أنه “بدورنا في خدمة الحجاج والتجمعات وإدارة الحشود حريصون على تبني التقنيات المفيدة التي تساعد على تطور الخدمات الصحية وتحسين تجربة ضيوف الرحمن”.
يذكر أن الباحثتين شاركتا مؤخرا في الملتقى العلمي 23 التابع لأبحاث الحج والعمرة لاستعراض أبحاثهم العلمية في إحدى جلسات المؤتمر ومناقشة آفاق التحولات الرقمية لنظام الرعاية الصحية ودورها في تعزيز الرعاية الصحية للحجاج.