مقالات

تداعيات الذكاء الاصطناعي على الشبكات: نحو مستقبل رقمي مستدام

“بيت هول”، المدير الإقليمي، الشرق الأوسط و أفريقيا،  في شركة “سينا”

ما التوصيات التي تقدمها سينا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين الشبكات؟

تشدد “سينا” على أن كفاءة الشبكات تتجاوز مجرد تحسين الأداء التقني؛ فهي تُعدّ محركًا رئيسيًا لنجاح المؤسسات من خلال ضمان عمليات مستقرة وموثوقة. وتعمل الشبكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تسهيل إدارة السعة، وتقليص النفقات التشغيلية، وتعزيز تجربة المستخدمين. وقد أظهرت دراسة أجرتها “سينا” في مايو 2024 أن أكثر من نصف الخبراء في مجالي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتوقعون زيادة كفاءة الشبكات بنسبة تتجاوز 40% بفضل اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. من بين الاستراتيجيات المقترحة لتحقيق هذا التحسين استخدام برامج تحليل حركة المرور المتقدمة (ذكر ذلك 49% من المشاركين)، وترقية المحولات والموجهات (43%)، والاستثمار في تكنولوجيا 800G الحديثة (40%).

في الشرق الأوسط، يُبدي 94.4% من المشاركين في الدراسة ثقة كبيرة في قدرة مزودي خدمات الاتصالات على تحقيق أرباح من حركة المرور القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتعكس هذه الثقة إمكانات واعدة، مثل التكامل السلس مع خدمات الأطراف الثالثة، وتقديم نماذج اشتراك مبتكرة، وتعزيز الأمن والخصوصية، مع ضمان جودة اتصال استثنائية. ومع ذلك، تحتاج الشركات لتحقيق هذه المكاسب إلى استثمارات استراتيجية في البنية التحتية والخبرة التقنية لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي المتزايدة.

ما التوجهات المستقبلية لتحسين الشبكات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي؟

تشير الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون القوة الدافعة لتحسين أداء الشبكات عالميًا. وأكدت النتائج على الحاجة إلى حلول مبتكرة تشمل تطوير البنية التحتية لشبكات الألياف الصناعية وتبسيط العمليات لدعم التطبيقات الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويرى المشاركون في الشرق الأوسط أن هناك قطاعات رئيسية برزت كعوامل محورية في زيادة حركة المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومنها قطاع التعليم وقطاع التصنيع (ذكرهما 50% من المشاركين)، وقطاع الخدمات المالية (55%).

كما تُعد البنية التحتية السحابية ركيزة أساسية لتكامل الذكاء الاصطناعي. ووفقًا للدراسة، يفضل 43% من مزودي الخدمات السحابة الخاصة لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي، ويختار 37% منهم السحابة العامة، بينما يعتمد 21% فقط على نموذج السحابة الهجينة. وتعكس هذه الأرقام الحاجة المتزايدة إلى بنى تحتية سحابية مرنة وقابلة للتوسع لدعم النمو السريع في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

كيف يدعم تكامل الذكاء الاصطناعي البنية التحتية بالمنطقة ويساهم في نمو الاقتصاد الرقمي؟

تتصدر المملكة العربية السعودية مشهد التحول الرقمي في المنطقة، وذلك ضمن إطار رؤية السعودية 2030 التي تركز على تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار التكنولوجي. وخلال مؤتمر “LEAP 2023″،[1] أعلنت المملكة عن استثمارات بقيمة تفوق 9 مليارات دولار لدعم أنظمتها التكنولوجية، مما يجعلها مركزًا للتحول الرقمي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا.

تعكس الاستثمارات المتزايدة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي بلغت 34.6 مليار دولار في 2023، التزام السعودية بالريادة الرقمية. كما أن رقمنة 6000 خدمة، بما يمثل 97% من إجمالي الخدمات الحكومية، تعكس تقدمًا ملموسًا في حوكمة الأداء العام.[2]

ويعزز تكامل الذكاء الاصطناعي مع البنية التحتية السعودية كفاءة الشبكات وسرعتها، وإدارة عرض النطاق الترددي، وتقليل التكاليف التشغيلية. ومن خلال تطبيق هذه التكنولوجيا، يمكن للمملكة أن توسع آفاق الاقتصاد الرقمي، وتجذب الاستثمارات، وتعزز الابتكار، مما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخلق فرص عمل جديدة من خلال جذب استثمارات جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى