شركات سعودية تتطلع إلى فرص بصفقات بقيمة 2 مليار دولار وسط تحسن الاقتصاد الباكستاني
أعرب رجال أعمال سعوديون عن أملهم في تعاون ناجح في باكستان، قائلين إن الاستقرار الاقتصادي في البلاد والإطار التنظيمي المحسن جعلها وجهة استثمارية جذابة، بعد توقيع أكثر من عشرين صفقة بين شركات من البلدين.
زار وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، باكستان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام برفقة وفد يضم أكثر من 130 عضواً، من بينهم ممثلون عن شركات سعودية متخصصة في الطاقة والتعدين والمعادن، بالإضافة إلى الزراعة والأعمال والسياحة والصناعة والقوى العاملة.
ووقع الوفد، الخميس، 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تزيد على 2 مليار دولار مع عدد من الشركات الباكستانية.
وقال سلطان المنصور، رئيس مجلس إدارة مجموعة أول كير الطبية،: “لقد شهدنا الكثير من التغيير في اللوائح (التجارية الباكستانية) التي أصبحت أكثر مرونة”، مشيرًا إلى أن باكستان تتجه تدريجيًا نحو الاستقرار الاقتصادي. “كل هذه الأخبار الإيجابية تجعل باكستان مكانًا جيدًا للاستثمار”.
شركات سعودية
في يونيو 2023، شكلت باكستان مجلس تيسير الاستثمار الخاص، وهو منتدى مدني عسكري هجين، لتسهيل الأعمال التجارية الأجنبية، وخاصة من دول الخليج.
وأعرب المستثمر السعودي عن أمله في تعاون ناجح، قائلا إن شركته وقعت اتفاقيتين مع شركات باكستانية تعمل في مجال تطوير الأدوات الجراحية والصناعات الدوائية.
وأضاف أن “شركائنا (الباكستانيين) سيفتتحون مصنعا في المملكة العربية السعودية في المستقبل المنظور”، مشيرا إلى أن الدولة الواقعة في جنوب آسيا غنية بالموارد البشرية والمعرفة، وتشكل سوقا كبيرا.
وقال المنصور إنه تعاون مع شركة هيلبرو الباكستانية التي ستقوم بتوريد المواد الجراحية لمنظمته في المملكة.
وقال مدير المبيعات والتسويق في شركة هيلبرو، محمد بلال طارق، إن شركته ستقوم في البداية بتوريد منتجات شبه متطورة قبل إنشاء وحدة تصنيع للسلع الجراحية في المملكة العربية السعودية
قال محمد المدني، الرئيس التنفيذي لشركة كلاسيرا، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا التعليمية الإلكترونية في المنطقة والتي تعمل في أكثر من 40 دولة، إن مؤسسته دعمت العديد من وزارات التعليم ومؤسسات التدريب والحكومات على مستوى العالم لتحويل التعليم والتدريب.
وقال “لقد بدأنا مشروعًا كبيرًا يسمى eTaleem والذي يهدف إلى تحويل التعليم باستخدام التكنولوجيا في جميع أنحاء هذه الأمة العظيمة (باكستان)”.
وأفاد بأن المرحلة الأولى من العمليات بدأت بالفعل بالشراكة مع شركة الاتصالات الباكستانية المحدودة، مضيفًا أنها ستستخدم التكنولوجيا لتحويل التعليم بشكل أسرع والاستفادة من شباب البلاد.
وقال “نحن نتحدث عن 60 مليون طالب في باكستان”.
وأشار المدني إلى أن رأس المال البشري يشكل أصلًا ضخمًا، مشيرًا إلى أن تعاونه في باكستان من شأنه أن يساعد في تقدم البلاد.
قال محمد الحجي رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمار السعودية “هندسة البعد القابضة” إن الوقت مناسب للتعاون مع الشركات الباكستانية بسبب سياسات الحكومة الداعمة للاستثمار.
وقال لصحيفة عرب نيوز “هذا هو الوقت المناسب ونحن نتحدث عن الاستثمار في شراكتنا مع إخواننا في شركة الطاقة المتجددة الباكستانية فيلت كونيكت، للاستثمار في مشروع طاقة هجين بقدرة 500 ميغاواط”.
ووصف شريكه الباكستاني، حبيب أحمد خان، هذا التعاون بأنه “شرف عظيم”.
الاقتصاد الباكستاني
وقال “وقعنا مذكرة تفاهم مع إخواننا من شركة ED القابضة بشأن مشروع بقدرة 500 ميجاوات نقوم بتطويره في جنوب باكستان، على بعد 45 دقيقة تقريبًا شرق كراتشي في ممر الرياح في غارو”.
وقال في تفاصيل المشروع إن المشروع سينتج نحو 168 ميجاوات من طاقة الرياح و332 ميجاوات من الطاقة الشمسية.
وأضاف خان “سيكون هذا أحد أول مشاريع الطاقة الهجينة في باكستان، والذي سيوفر الكهرباء الرخيصة للشبكة الوطنية”.
وقال غسان عامودي الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد القابضة التي تستحوذ على عمليات شل في باكستان إن هذه الخطوة تأتي في إطار خطتها الاستراتيجية للتوسع إقليمياً.
وأضاف “إن شراكتنا مع شل هي علاقة طويلة الأمد، ونحن نتطلع إلى تطوير هذه العلاقة إلى ما هو أبعد من حدود المملكة العربية السعودية والآن باكستان. كما أننا نبحث عن فرص أخرى”.
وقال وزير البترول الباكستاني مصدق مالك إن الوفد يضم أكثر من 130 ممثلا لنحو 50 شركة سعودية، مضيفا أنه تم الانتهاء من العديد من المشاريع والتعاون في مجال الطاقة خلال الزيارة.
وقال إن “شركتين سعوديتين سافرتا إلى باكستان، وسيتحدثان عن تحديث مصفاة قديمة، وهو مشروع تبلغ تكلفته نحو مليار ونصف المليار دولار”، مشيرا إلى أن باكستان تتوقع أيضا الانتهاء من الدراسة الخاصة بمشروع المصفاة الجديدة بحلول ديسمبر/كانون الأول.