تسريح الموظفين.. طوق نجاة شركات التكنولوجيا لعبور الأزمة الاقتصادية
تعد الأزمة الاقتصادية الراهنة، التي ضربت العالم بداية من جائحة كورونا، وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، سببا رئيسيا في تسريح عدد كبير من الموظفين العاملين في شركات التكنولوجيا على مستوى العالم، بالإضافة إلى انخفاض أرباح هذه الشركات تزامنا مع ارتفاع تكلفة العمالة.
قال المهندس محمد عزام، استشاري التحول الرقمي، لـ”القاهرة الإخبارية” إلى أن الشهور القليلة الماضية شهدت تسريح 220 ألف موظف، بالرغم من ارتفاع القيمة السوقية لتلك الشركات، بسبب الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم مؤخرًا بداية بجائحة كورونا، وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح أن الانخفاض في الربحية وتباطؤ النمو الاقتصادي لتلك الشركات، هو ما أدى إلى نهج تسريح الموظفين، مؤكدا أن شركات التكنولوجيا تستطيع الاعتماد على عدد موظفين أقل، لطبيعة عملها الذي يعتمد على تطوير التكنولوجيا، والاستفادة بأقل عدد ممكن من الموظفين.
من جانبه أوضح شادي مشقوق، المحلل الاقتصادي من سان بطرسبرج، أن تخفيض عدد الموظفين يرجع إلى تكلفة العمالة والتي أصبحت مرتفعة، لافتًا إلى أن الشركات استقطبت عددًا كبيرًا من العمالة بداية عام 2020، ولكن مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة اضطرت تلك الشركات إلى مراجعة حساباتها بالنسبة لعدد الموظفين بها.
ونوه المحلل الاقتصادي، إلى أن منحنى قيمة الأسهم لتلك الشركات انخفض بنسبة أكبر من 25%، وهو ما دفعها إلى دمج بعض الوظائف، وتسريح هذا العدد الكبير من العمالة.
من جهته شدد عمرو صالح، أستاذ الاقتصاد السياسي، من دبي، على أن سوق التكنولوجيا يعد الأكبر نموًا على مستوى العالم، بالرغم من كل الأزمات الاقتصادية مؤخرًا.
وكشف أن تسريح الموظفين يعد إجراءً طبيعيًا من قبل الشركات التي لا تريد مواجهة أزمات مالية مستقبلًا، منوهًا بأن المنافسة بين الشركات التكنولوجية الكبرى يعد سببًا رئيسيًا في تسريح العمالة الزائدة.
وأشار إلى أن الشركات التكنولوجية لا تعاني من ركود أو تباطؤ نمو، ولكنها أزمة عابرة بسب الأحداث مؤخرًا، وأن الشركات ستعود إلى سابق عهدها في أسرع وقت، لافتًا إلى أن هناك تقارير تشير إلى نمو مستقبلي بقطاع التكنولوجيا يقدر بأكبر من 25% ما يعادل تريليون دولار.