المكتب الثقافي المصري بالرياض يتناول تواضع وزهد النبي صلى الله عليه وسلم في أمسية ثقافية
د. عمرو عمران: أخلاق النبي تعكس سماحة الإسلام ورحمته
د. أبو المعاطي الرمادي: نبينا عرف حقيقة الدنيا فعزف عن متاعها
الرياض – محمد حلمي
أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض يوم أمس الخميس الثامن من ربيع الأول 1443هـ، الرابع عشر من أكتوبر 2021م، ندوة علمية ثقافية برعاية السفير أحمد فاروق سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية،
وتحت إشراف الأستاذ الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، وقد تناولت الندوة التي جاءت تحت عنوان “وإنك لعلى خلقٍ عظيم” بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث شارك فيها الدكتور أبو المعاطي الرمادي متحدثا عن تواضع وزهد النبي، وأدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي الذي ألقى مختارات شعرية من قصائد المديح النبوي لعدد من الشعراء المصريين والعرب من بينهم الشاعر أحمد بخيت، والشاعر محمد سويلم، والشاعر محمد عريج، والشاعر أسامة لنصاري، كما اشتمل برنامج الندوة على فقرة من الإنشاد الديني قدمها المنشد أشرف عبدالعزيز.
بدأت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور عمرو عمران أشار فيها إلى أن هذه الندوة المختلفة عن الندوات والفعاليات السابقة، تأتي في إطار أنشطة المكتب المتعلقة بالثقافة الدينية التي تعد جزءا أصيلا من منظومتنا الثقافية بشكل عام، وقال الدكتور عمرو عمران: اخترنا عنوان (وإنك على خلق عظيم)، بهدف إبراز الأخلاق الكريمة التي كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتحلى بها، وهي أخلاق تعكس صورة الإسلام في وسطيته وسماحته ورحمته، مؤكدًا أن علينا مسؤولية كبيرة في التذكير دائما بهذا الخُلق الكريم، لأن المسلم يجب أن يتخذ من النبي قدوة ليكون فاعلا بصورة إيجابية في أسرته ومجتمعه وفي وطنه أيضا، فهذه الأخلاق الكريمة تعلمنا الاعتدال والتسامح وحُسن المعاملة.
وأضاف الدكتور عمرو عمران: برغم الظروف والإجراءات الاحترازية التي ما زلنا نعاني منها، ويعاني منها العالم أجمع، نواصل إقامة نشاطنا الثقافي بصورة متميزة، ونختار موضوعاتنا بعناية كبيرة، وهذا ما أحرص عليه منذ أن توليت مهام عملي بالمكتب الثقافي المصري بالرياض، ولعل الندوات والأمسيات والأنشطة التي أقمناها خلال الفترة الماضية تؤكد هذا الأمر، فهي كلها أنشطة ثقافية نوعية، ويشارك بها متخصصون على درجة عالية من العلم والمعرفة والتميز الإبداعي والفني، وتعتبر هذه الندوة إضافة نوعية لمجمل الأنشطة الثقافية التي أقامها المكتب الثقافي خلال الفترة السابقة.
من جانبه عبَّر الدكتور أبو المعاطي الرمادي صاحب كتاب (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، صفاته وشمائله)، عن سعادته بالمشاركة في هذه الندوة، مؤكدًا أن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم شرف ما بعده شرف، وقد وقف الدكتور الرمادي على شميلتين من شمائل نبينا صلى الله عليه وسلم، هما التواضع والزهد، وقد بدأ بتعريف التواضع،
وكيف كان رسول الله إمام المتواضعين، ثم تحدث عن مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم، مثل رفضه للتبجيل والتعظيم من أصحابه، ورفضه تمييزه على سائر أنبياء الله، ورفضه لأن يكون نبيًا ملكًا، وتفضيله لأن يكون نبيًا عبدًا، مشيرا إلى تواضعه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وكيف كان كواحد منهم، يعمل معهم، ويلبي دعواتهم، ويستمع إليهم، ويقبل هداياهم، مهما كانت قيمتها؛ جبرًا لخواطرهم، كما تحدث عن تواضعه صلى الله عليه وسلم في بيته، مع زوجاته، مستشهدًا بحديث أم المؤمنين عائشة _رضي الله عنها_ ” كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته”.
اقرا ايضا: المكتب الثقافي المصري بالرياض يحتفل بانتصارات العاشر من رمضان
وفي الجزء الثاني من محاضرته تحدث الدكتور الرمادي عن زهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعرّف الزهد، وبين مظاهره في حياة النبي متحدثا عن فراشه وكيف كان خشنًا غليظًا، وعن زهده في المأكل والمشرب والملبس، موضحًا كيف كانت الشهور تمر ولا توقد نار إعداد الطعام في بيوت النبي، وكيف كان يكتفي بالتمر والماء طعامًا له ولأهله، مؤكدًا أنه صلى الله عليه وسلم كان مدرسة في الزهد، عرف حقيقة الدنيا فعزف عن متاعها، وسخَّر جهده فيها لنعيم الآخرة الدائم الأبدي.
وفي ختام الندوة كرّم الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة الطالب المصري عبدالعزيز أحمد محمود المالكي الذي حصل مؤخرا على المركز الثالث في مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى الإدارة التعليمية بمنطقة الرياض.