الذكاء الاصطناعي يجتاح العالم…وهل العالم مستعداً للتطورات القادمة
أفاد خبير وباحث مختص في مجال الذكاء الاصطناعي بأن العالم غير مهيأ للتطورات الكبيرة المرتقبة في هذا المجال، مما يشكل إنذاراً جديداً حول التقدم السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي. وأوضح قائلاً: “العالم ليس جاهزاً للذكاء الاصطناعي العام، أو للمرحلة التي يصبح فيها الذكاء الاصطناعي بمستوى الذكاء البشري”.
على مدار السنوات الماضية، كان الباحثون يتوقعون أن يصل الذكاء الاصطناعي العام إلى مستويات متقدمة، حيث تصبح الأنظمة الاصطناعية قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام بكفاءة مشابهة للبشر. وقد أشار العديد منهم إلى أن هذا التطور قد يمثل تهديداً وجودياً، لأنه قد يتيح للآلات التصرف بطرق غير متوقعة.
من جانبه، أكد مايلز برونداج، الباحث والخبر في شركة (OpenAI) التي طورت برنامج “تشات جي بي تي”، أن العالم والشركة نفسها “ليسا في وضع الاستعداد”.
قال مايلز برونداج، الباحث والخبراء في شركة (OpenAI) التي طورت برنامج “تشات جي بي تي”، إن العالم والشركة “ليسا مستعدين”. وقد شغل برونداج سابقاً منصب مستشار أول في مجال جاهزية الذكاء الاصطناعي العام في (OpenAI)، لكنه أعلن عن مغادرته هذا الأسبوع بعد أن أعلنت الشركة عن تصفية الفريق.
وأشار برونداج إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية جديدة، بل إن استخدامه بشكل واسع هو ما يعد جديداً. وذكر أنه في الأربعينيات من القرن العشرين، وضع عالم الرياضيات والحاسوب البريطاني آلان تورنغ الأسس لنظرية الحوسبة من خلال مفهوم آلة تورنغ، التي تمثل نموذجاً رياضياً يمكنه تنفيذ أي خوارزمية حسابية.
وأضاف برونداج أنه في عام 1950، نشر تورنغ ورقة علمية بعنوان “الحوسبة والذكاء”، حيث قدم ما يعرف الآن بـ”اختبار تورنغ”، الذي يهدف إلى تحديد ما إذا كانت الآلة قادرة على إظهار سلوك ذكي لا يمكن تمييزه عن الذكاء البشري. وأكد أنه “استناداً إلى أعمال تورنغ، يمكن القول إن بدايات الذكاء الاصطناعي تعود إلى الأربعينيات من القرن العشرين”
وقال برونداج إنه سيترك الشركة لأسباب متنوعة، بما في ذلك حقيقة أنه ليس لديه الوقت للعمل على بعض المشاريع وأنه فعل إلى حد كبير ما كان ينوي القيام به. وقال أيضاً إنه سيكون من الأسهل العمل من الخارج لأنه سيكون خالياً من التحيز والصراعات على المصالح.
تنويع الاقتصاد والذكاء الاصطناعي
أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للعديد من دول الشرق الأوسط لتنويع اقتصاداتها التي تعتمد بشكل كبير على النفط. بينما تتقدم المدن الكبرى مثل دبي والرياض بمشاريع المدن الذكية والخدمات العامة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تواجه المناطق الريفية خطر التخلف، مما يزيد من الفجوات الاجتماعية والاقتصادية الموجودة.
على الجانب الآخر، تتمتع العديد من الدول الغربية ببنية تحتية تكنولوجية موزعة بشكل أكثر توازناً، مما يسهل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر انتظاماً. وقد استثمرت الحكومات بشكل كبير في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي بهدف إنشاء مراكز ابتكار تنافس “وادي السيليكون”.
التعليم وتحول القوى العاملة
أشار خبير في مجال التقنية إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط يتيح فرصاً وتحديات في آن واحد. وأوضح قائلاً: “من جهة، هناك إمكانية لخلق وظائف تتطلب مهارات عالية وتطوير جيل جديد من رواد الأعمال في مجال التقنية، بينما من جهة أخرى، يزداد التهديد بأن الأتمتة قد تؤدي إلى استبعاد العمال في قطاعات مثل التصنيع واستخراج النفط”.
وأضاف أن “الأنظمة التعليمية تسعى جاهدة للتكيف مع هذه التغيرات”، لكنه أشار إلى وجود فجوة في توافق المناهج الدراسية مع المهارات المطلوبة في اقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وأوضح قائلاً: “من خلال تجربتي، يتضح أن هذا الوضع يختلف عن مناطق مثل أميركا الشمالية وأوروبا، حيث يوجد نظام أكثر استقراراً للتعلم المستمر وإعادة التدريب المهني”. وأكد على ضرورة أن تستثمر دول الشرق الأوسط في إصلاح التعليم والتدريب المهني، لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في مستقبل يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي.